تفسير آية {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }
يوسف - القطيف - 10/07/2005م
ماتفسير هذه الآية الكريمة :(( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ )) سورة يوسف ، آية رقم 106
الإجابة:
الآية الكريمة تشير إلى نقطة هامة وهي : إن الإيمان بالله تعالى لايعني فقط الاعتراف بوجوده أو الإقرار بوجود الخالق عز وجل وإنما يجب أن يتخلص المؤمن من أي جذور للشرك سواء كان ذلك في الأعمال أو الأقوال أو الأفكار.
فالقرآن الكريم يشير بوضوح إلى اعتراف العرب وأهل الكتاب بوجود الخالق في قوله تعالى ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ العنكبوت61، ولكن أكثرهم يجعلون مع الله شريكاً؛ فاليهود أو طائفة منهم يقولون: لله ولد وهو عزير. والنصارى يقولون: بل المسيح، والعرب يشركون الأصنام في العبادة.
فالإيمان لايعني الإقرار بوجود الله فقط، وإنما أيضاً عدم الإشراك به سواء كان ذلك في الفعل أو القول أو الفكر أو النية.فالمؤمن حقاً هو من لايعتقد بأي معبود إلا الله تعالى، ولذلك يحذر الإمام الصادق من التلوث بأي لوثة من لوثات الشرك، يقول : (( الشرك أخفى من دبيب النحل ))
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف