مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني تطلعات واقتراحات
محرر الموقع - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
نص المداخلة التي قالها سماحة الشيخ عبدالله اليوسف حفظه الله
لقناة المستقلة مساء يوم السبت ليلة الأحد بتاريخ 11/6/1424هـ
الموافق 9/8/2003م
مما لاشك فيه أن تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، يشكل خطوة إيجابية ومهمة على الصعيد الوطني ، فمأسسة الحوار سيساهم في ترسيخه كمبدأ وخيار دائم وليس كخيار تكتيكي تفرضه الظروف الراهنة .
ونتطلع أن يحقق الإعلان عن تأسيس مركز دائم للحوار الوطني الأمور التالية :
1ـ إن المجتمع السعودي مجتمع متنوع في مذاهبه ، ومتعدد في مدارسه ومشاربه الفكرية ، ولذلك نأمل أن يتيح المركز الفرصة للتعارف والتواصل والتقارب بين مختلف أصحاب المذاهب الفقهية ، والمدارس الفكرية ، وذلك للتعود على التعامل بإيجابية مع الرأي والرأي الآخر ، فهذا مما يثري الآراء وينضج الأفكار ، وبقضي على نزعات التطرف والتشدد والغلو الذي ينمو في ظل أحادية الرأي والفكر ، ويضعف وبأفل في أجواء التعدد الثقافي والفكري .
2ـ إن من طبيعة الأشياء والأمور التجدد والتطور ، ولا مكان في عالم اليوم للجمود والانغلاق ؛ ولذلك نرجو أن يسهم تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في إصلاح وتطوير كل الأمور والقضايا التي تحتاج لذلك ، فمن أجل أن يكون المجتمع فاعلاً ونشيطاً وحيوياً لابد من التجديد والإصلاح في مختلف الحقول وعلى شتى الأصعدة الحياتية خصوصاً وأننا نعيش في عصر بات كل شيء فيه يتغير بسرعة فائقة ، ولذلك فالحاجة للحوار الوطني حاجة ملحة للارتقاء لمستوى التحديات الراهنة داخلياً وخارجياً .
3ـ نأمل أن يساهم مركز الحوارالوطني في مناقشة مختلف القضايا والأمور التي تهم الوطن والمواطنين كالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من قبيل : القضاء على البطالة ، ومكافحة الفقر ، وتشجيع مختلف ألوان الفكر والثقافة ، والعمل على بناء المجتمع المدني.
4ـ إن تأسيس مركز للحوار الوطني يساهم في تمتين أواصر ( الوحدة الوطنية ) بين أبناء الوطن الواحد ، ويسد الثغرات التي يحاول الأعداء استثمارها لزعزعة الوحدة الوطنية ، ولذلك نتطلع أن يساهم المركز في إتاحة الفرصة للجميع من أبناء الوطن للمشاركة في كل مايخدم الوطن ويحافظ على وحدته .
ولكي ينجح هذا المشروع مشروع ( تأسيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ) يجب أن لا يتحول إلى مؤسسة بيروقراطية لأن ذلك سيُفقد المركز أهميته وفاعليته ومصداقيته ، لذلك نتطلع إلى أن يكون المركز مؤسسة تتجاوز كل القيود البيروقراطية كي يكون مركز الحوار الوطني فاعلاً و ديناميكياً بما يضمن تحقيقه للأهداف والتطلعات التي أشار إليها سمو ولي العهد ـ حفظه الله ـ في خطابه للمواطنين .
ومن الأهمية بمكان أن يقدم المركز للمواطنين نتائج بحوثه ودراساته،
كما أن من الضروري للغاية أن يعمل المركز على إنتاج برامج مشتركة وعملية لإنتاج (ثقافة جديدة ) تساهم بصورة فاعلة في فهم الآخر ، والتعامل بإيجابية معه ، فالإيمان بالحوار يقتضي الاعتراف بالآخر المخالِف ، وبحق الاختلاف وشرعيته .
ويجب الاستفادة من مختلف القنوات والروافد في ذلك ، كوسائل الإعلام بمختلف روافده ، وكمناهج الدراسة والتعليم ، وكالأندية الأدبية والرياضية ، وكالاستفادة من وسائل الاتصال الجماهيرية كالمحاضرات والندوات وغيرها .
وأظن أن من المفيد تأسيس موقع على الإنترنت باسم (الحوار) لخدمة أهداف المركز وتطلعاته ، وإنشاء مجلة فصلية باسم (الحوار) يشارك في إعدادها جميع أصحاب الرأي والفكر بغض النظر عن مذهبه أو اتجاهه ، وإنتاج كتب مشتركة يشارك في تأليفها مجموعة من المفكرين من مختلف التوجهات والمذاهب الإسلامية .
والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
11/06/1424