تحدث سماحة الشيخ عبد الله اليوسف في كلمته ليوم الجمعة 18 جمادى الآخرة 1430هـ الموافق 12 يونيو 2009م في مسجد الإمام الهادي (عليه السلام) عن مسألة التكفير المنتشرة في هذا العصر.
وأشار إلى أن تكفير المسلم لأخيه المسلم لا يجوز من غير دليل أو برهان قطعي يخرجه من دائرة الإسلام، وقال: إن التساهل في تطبيق حكم التكفير على كل من يختلف مع الذات في الرأي أو المذهب أو تفاصيل العقائد سيؤدي إلى مخاطر عظيمة ومشاكل كبيرة.
وانتقد سماحة الشيخ اليوسف إصرار إمام المسجد الحرام الشيخ عادل الكلباني على تكفير علماء الشيعة، والتشكيك في إسلام عامة الشيعة، ولصق اعتقادات بهم لا يعتقدون بصحتها كالقول بتحريف القرآن في حين أن الشيعة يتلون القرآن ليلاً ونهاراً من خلال الفضائيات والمساجد، ويرونه مصاناً من أي تحريف كما قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾.
كما أن اتهام الشيعة بأنهم يرون خيانة الأمين جبريل (عليه السلام ) أمر يدعو للضحك، فلا يوجد شيعي من قديم الزمان وحتى العصر الحاضر يرى صحة هذه الدعوى السمجة، حيث لا يوجد هذا الأمر إلا في أذهان من يبثوا هذه الشائعات المضحكة والغريبة. كما أن القول بأن الشيعة يرون أفضلية الإمام علي (عليه السلام) على النبي محمد (صلى الله عليه وآله) لا يعدو كونه من مخترعات من يروج هذه الشائعات الباطلة، إذ أن الشيعة يرون أن محمداً (صلى الله عليه وآله) هو أفضل البشر، وأن لا أحد أفضل منه.
ودعا الشيخ اليوسف في كلمته الشيخ الكلباني وغيره ممن يحملون راية تكفير الشيعة إلى قراءة عقائدهم بعقل مفتوح بعيداً عن المواقف المسبقة، والصورة النمطية الخاطئة عن الشيعة ومعتقداتهم.
تم أشار سماحة الشيخ إلى آثار التكفير السلبية ومنها:
1- الإضرار بالوحدة الوطنية.
2- إثارة البغضاء والضغائن بين المسلمين.
3- صرف الأنظار عن التحديات الكبيرة التي تواجه المسلمين في كل مكان، والانشغال بالخلافات الجزئية.
وفي نهاية كلمته قال الشيخ اليوسف: إن الدعوة إلى معاداة الشيعة ومعاملتهم كالنصارى كما جاء في بيان الكلباني الأخير هو أكبر ظلم ضد المواطنين الشيعة، لأن هذا الكلام يترتب عليه الكثير من المفاعيل السلبية في تعامل المواطنين مع بعضهم البعض، والانتقاص من حقوقهم المشروعة كمواطنين مسلمين.
وما يجب أن يعامل به الشيعة هو معاملتهم كمواطنين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات كباقي المواطنين بغض النظر عن المذهب أو المعتقد أو القبيلة.
ودعا الله سبحانه وتعالى - في نهاية كلمته – إلى توحيد صفوف المسلمين، وتأليف قلوبهم، والبعد عن كل ما يثير الفرقة والخلاف ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾