في حوار شبابي صريح وشفاف مع الشيخ اليوسفالتعددية الدينية مفيدة، ولا توجد جهة تستطيع استيعاب كل الساحة الاجتماعية
الأستاذ محمد الضوء * - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
بدأ اللقاء بكلمتين حول محورين أساسيين ستجري مناقشتهما في اللقاء، ألقى الكلمة الأولى الأستاذ أحمد بن عبدالعظيم آل حسن – من مدينة صفوى – والتي حملت عنوان (هوية المجتمع) وجاء فيها : إن هوية أي مجتمع تعتمد على عدد من المرتكزات أبرزها انتماؤه الديني والمذهبي والتقاليد والأعراف واللغة ومظاهر الحياة العامة والاتجاهات الفكرية التي يتبناها وإن مجتمعنا في صميم هذه القياسات، وهي بدورها ترسم ملامحه، وتبلور اتجاهاته كما أشارت إلى أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً كبيراً في صناعة هذه الهوية ورسم ملامحها وصنفها بعوامل داخلية وأخرى خارجية، وقد ختم كلمته بقوله : إن الاتجاه الذي نسلكه يتسم بالجدية والمسؤولية ويتخذ من أصالة الدين ورؤية الفقهاء مرجعاً له، دون تنكر للمعطيات العصرية التي هي تابعة للمعطى الشرعي، وباحثين في الوقت نفسه عن هوية صحيحة، عمادها الدين والأخلاق، وغاياتها رضا الله – سبحانه وتعالى – وطاعته وتحقيق الغاية من خلقنا نحن البشر .
وأما الكلمة الأخرى فقد ألقاها الأستاذ جابر بن أحمد آل قريش – من مدينة صفوى – وحملت عنوان (التنسيق العلمائي) وأهميته في تنمية الشباب ورد فيها : أن دور العلماء يظل متصدراً وصاحب اليد العليا في المجتمع فهم ورثة الأنبياء وهم المبلغون والداعون والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وهم سدنة المجتمع والأمناء على حقوق الناس، كما تحدث عن الفجوة العميقة بين العلماء وأنهم من جهة لا يظهرون تعاوناً مشتركاً فيما بينهم وهم من جانب آخر يغيبون فرص التنسيق في القضايا المهمة والأطر الأساسية . وهو الأمر الذي يجزئ الأهداف والوسائل ويبعثر الجهود ويخلق التباين – وربما – التناقض بين أتباع ومريدي كل واحد منهم، وقد جاء في ختام كلمته : إن الشباب والجيل الصاعد يدعون إلى التنسيق المستمر بين العلماء على أعلى المستويات وفي مختلف الجوانب والحقول وربط ذلك بعودة الهيبة المفقودة والدور الغائب واستعادة الناس لوعيها الديني .
ثم شرع الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف بمقدمة حول دور الشباب وأهميتهم في بناء المجتمعات، وتفعيل المؤسسات وأنهم الشريحة الأكثر تأثيراً والأشد انعطافاً في رسم التحولات الثقافية والاجتماعية ثم انتقل إلى المحور الأول الذي يتناول (هوية المجتمع) ووضع ثلاثة أسس تكون هذه الهوية هي : الدين والثقافة والأرض وقدم رؤيته حول هذه المكونات التي تصنع في مجموعها هوية أي مجتمع تاركاً الحديث عن التفاصيل التي لا تؤثر في أصل هذه الهوية ولا تغير ملامحها الأساسية .
وبدأت المداخلات والأسئلة حول هذا المحور والتي شملت المكونات الثلاث والعنوان المذهبي والأعراف والتقاليد ودورها في صناعة المجتمع ومفردات مكون الأرض والتي تشمل تأثر هذه الهوية بسبب الثقافات الوافدة من خلال وسائل الإعلام والانترنت والابتعاث. وأكد على أن الهوية هي ثابت لا يمكن أن يتزحزح فيما تتحرك العناصر الأخرى التفصيلية حول هذا الثابت لكنها في نهاية الأمر تقع تحت هيمنة الثوابت الأساسية التي تشكل هوية المجتمع وتناول بالإجابة لأحد الأسئلة حول ضرورة تطوير هذه الهوية وتعزيزها وتنمية مكوناتها إذ إن المكونات الأساسية تبقى صاحبة سيادة لكنها يمكن أن تتطور تجنباً لحدوث فجوات أو هوة سحيقة بين مفردات هذه المكونات، ودعى الأستاذ حسين بن مالك آل مسلم في مداخلته إلى تجسير هذه الهوة ومعالجة جوانب القصور فيها .
وأما في المحور الآخر وهو (التنسيق العلمائي) فقد استُعْرِضَتْ في النقاش والمداخلات تجارب إيجاد مؤسسات تعنى بالتنسيق بين العلماء على مستوى البلاد والأقطار المجاورة فيما أكد سماحته أن هذا التنسيق لا يمثل أهمية قصوى بل تكمن الأهمية بين تعاون وتفاهم العلماء فيما بينهم وقيامهم بواجباتهم. وأكد على أنه لا توجد جهة دينية تستطيع لوحدها استيعاب كل الساحة الاجتماعية. مشيراً إلى أن التنسيق العلمائي قائم في صور متعددة لكنه متفاوت من حيث الأداء والنتيجة وضرب مثلاً على ذلك بمجلس الاستهلال وماشابهه من أفكار . ثم اتجه الحديث إلى انعكاس هذا التنسيق بين العلماء من عدمه على الشباب وجرت مداخلات مهمة في هذا الصدد دعت إلى إعادة إنتاج الخطاب العلمائي ليواكب التحولات المعاصرة ويحاكي هموم الشباب .
وفي ختام اللقاء شكر سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف الشباب على زيارتهم وأثنى على فكرة الزيارات الشبابية المتبادلة للعلماء والمؤسسات والشخصيات الاجتماعية والتي من شأنها أن تعيد للحوار أهميته وتعزز فرص التفاهم والتصالح بين الأجيال الشبابية وهذه الجهات وأكد على أن اللقاء والحوار بين أي طرفين سيؤدي في النهاية إلى إيجاد مناخات إيجابية من شأنها ردم السلبيات ورفع الحالة الإيجابية .
18/9/1431
القطيف