توالت ردود الأفعال الصادرة من علماء الدين بالمنطقة تعقيباً على مقالة الأكاديمي السعودي الدكتور سالم أحمد سحاب المعنونة بـ "مرجعيات شيعية: الولاء للمال؟" والمنشورة بجريدة المدينة بتاريخ 14/04/2011م والتي اتهم فيها المرجعيات الشيعية والمرجع السيد علي السيستاني بتقاضي الأموال وإصدار فتاوى تخدم المحتل في العراق.
وقد اعتبر الشيخ مضر المؤمن بأن ما نقله الكاتب مرفوض جملة وتفصيلاً وأنه اعتمد على مصدر باطل.
وقال المؤمن في اتصال مع شبكة التوافق الإخبارية بأن القرآن يأمرنا بالتثبت من أي خبر ينقله فاسق، فما بالنا لو كان ناقل الخبر كافر لا يريد الخير لنا كمسلمين ولا يُعلم مصداقيته من أين أتى بمزاعمه في إشارة لمذكرات وزير الدفاع الأمريكي الأسبق رونالد رامسفيلد التي اعتمد عليها الكاتب.
وأضاف بأن المرجعية منزهة عن هذه المزاعم وأفضل رد على تلك التهم هو بالسكوت عنها حتى لا يعطى كل من يكتب ويتهم المؤمنين أكبر من حجمه.
واختتم الشيخ مضر المؤمن تصريحه للتوافق بأن مثل هذه الفتن قديمة ومنذ زمن الرسول (صلى الله عليه وآله).
فيما صرح الشيخ عبد الله أحمد اليوسف لشبكة التوافق الإخبارية بأن ما ذكره الكاتب ينم عن عدم معرفته بواقع المرجعية الدينية وحقيقتها، فالمراجع لا يمكن التأثير عليهم بأموال الدنيا كلها، لأنهم ينطلقون في آرائهم واجتهاداتهم من منطلقات شرعية وفق الأدلة المعتمدة في استنباط الأحكام الشرعية.
وأوضح اليوسف بأن ما يصل مراجع الشيعة من أموال يفوق ما ذكره الكاتب بعشرات المرات ولم يكونوا بحاجة لهكذا مبلغ وهذا هو سر قوة المرجعية اقتصادياً مضيفاً بأنه وبالرغم "من الملايين التي تصل إلى أيديهم من الحقوق الشرعية إلا أنهم يتعففون عن الاعتماد عليها حتى بمقدار الكفاية، ويعيشون معيشة الفقراء والزهاد".
وأضاف الشيخ عبد الله اليوسف بأن تصوير الكاتب استصدار الفتاوى عند المرجع الديني السيد علي السيستاني مقابل ما يحصل عليه من أموال ينم عن إساءة للمرجعية الدينية ولملايين المسلمين الشيعة في العالم الذين يشعرون بجرح مشاعرهم تجاه مثل هذه الإشاعات الكاذبة، كما تزيد من حالة الاحتقان الطائفي بين المسلمين.
مؤكداً بأن الجميع يعلم مواقف السيد السيستاني المشرفة في رفضه استقبال أي مسئول أمريكي حتى لا يعطي أي شرعية للاحتلال الأمريكي للعراق، رغم المحاولات المتكررة من الأمريكان للقيام بذلك.
وأبدى الشيخ اليوسف في ختام تصريحه للتوافق تأسفه الشديد في انسياق بعض الكتّاب نحو ترديد الشائعات المغرضة ضد المرجعية الدينية بدون أي دليل، بل الأدلة القوية كلها على خلاف ما يروج له من اسطوانات مشروخة، وتكرار ممل.