إن الكتابة عن الأعلام أو دراسة الشخصيات العلمية والفكرية تحتاج إلى جهد جهيد وبحكم تخصصي في هذا المجال أدرك معاناة الباحث الذي يسبر أغوار ذلك ومن هؤلاء الذين اهتموا بهذا الجانب الثر سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف الكاتب المعروف الذي أتحف المكتبة الإسلامية والعربية بمؤلفاته النافعة والمفيدة.
واليوم يطالعنا بكتابه الجديد الموسوم (المرجعية المتميزة ) قراءة في حياة المرجع الديني الكبير الراحل السيد أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره ) وقد قدم للكتاب الشيخ المعروف محمد علي دخيل (الكاتب القدير) الذي تحدث عن جوانب مشرقة في حياة السيد الأصفهاني الجليل ( قدس سره ).
وكمدخل للكتاب كانت مقدمة الشيخ دخيل رائعة كتقدمة مختصرة للكتاب.
وقد طبع الكتاب هذا العام 1432هـ-2011م عن مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت، ويقع الكتاب في 110صفحات من الحجم المتوسط.
ومنهجية الكتاب كانت على فصلين:
1- الفصل الأول: ( الشخصية والسيرة ) وهي تشمل الجوانب الأخلاقية ومناقبه وصفاته.
2- الفصل الثاني : تعزيز مكانة العلم والعلماء.ثم خلص كتابه بكتابة ملاحظات واستنتاجات عامة.
عرض الشيخ اليوسف بطاقة تعريف وافية عن حياة الموسوي الأصفهاني ذاكراً أبرز أساتذته ومؤلفاته، وأشهر كتبه رسالته العملية ( وسيلة النجاة ) الذي علق عليها كبار الفقهاء المعاصرين.
ثم تعرض إلى (أخلاق السيد ) وأعظم المناقب التي تفرد بها كمرجع للطائفة مستدلاً بأقوال العلماء كالسيد محسن الأمين في أعيانه، والأستاذ جعفر الخليلي في كتابه الشهير ( هكذا عرفتهم ).
وذكر أروع مظاهر الزهد عند سماحته ( قدس سره ) وذكر صفة جميلة وهي ( الجهر بالحق ) وأشاد بذكائه الحاد ونشاطه الدؤوب.
وفي الفصل الثاني تحدث عن العلم كقيمة ذاتية حيث عززها السبد الأصفهاني وذلك بـ:
1- تأسيس الحوزات العلمية .
2- إرسال المبلغين.
3- نشر الوكلاء.
4- دفع الأموال من أجل نشر العلم.
وأخيراً تحدث عن صفة ( تربية جيل العلماء ) و إعداد الدعاة والمحافظة على سمعة الوكلاء وصرف الرواتب الشهرية، وكانت هذه الصفة العظيمة تسجل للسيد الأصفهاني من خلال حياته المباركة، إنها العظمة والبركة في الوقت والإعداد الروحي والتربوي الذي يعيش هاجساً في حياة هذا المرجع الزاهد. ولم يغفل الشيخ اليوسف في عرض شواهد من السيرة لتعليم الجيل الجديد والواعد كيف يعيش الداعية في سبيل الله واستثمار الوقت في كل مفيد نافع من أجل الإسلام وسيرة سيدنا خير دليل على ذلك.
وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب إلا أنه غني في التعريف في سيرة السيد الهمام وهذا ما وضعه أستاذنا الفاضل الشيخ اليوسف في كتابه هذا، .والحقيقة أن الأجيال بحاجة إلى تعريف بحياة هؤلاء الأبطال والقراءة الواعية هي السبيل لذلك ما دام الإنسان يريد البقاء وينشد الكمال في حياته والمشاركة في الرأي خير طريق إلى النجاح والفلاح.
وحياة السيد الأصفهاني مليئة بالدروس والعبر، والكتاب تعريف مختصر بذلك.
وفي الختام نشكر الشيخ اليوسف على هذا العطاء الثر. ونتمنى له دوام التوفيق فيما يقدم من كتابات تهم الجيل الواعد ونشر الفضيلة في أرجاء المعمورة.