سماحة الشيخ اليوسف يلقي الخطبة أمام المصلين (أرشيف)
|
نبّه سماحة الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف في خطبته ليوم الجمعه 29 محرم 1434هـ الموافق 14 ديسمبر 2012م في مسجد الرسول الأعظم بمحافظة القطيف من خطورة نشر الشائعات والأكاذيب، معتبراً أنها تؤدي إلى خلق الفتن في المجتمع، وإضعاف الثقة المتبادلة بين مكونات وشرائح المجتمع المختلفة؛ وهو الأمر الذي يترتب عليه تداعيات اجتماعية سلبية وكبيرة.
وابتدأ سماحة الشيخ اليوسف خطبته بالآية الكريمة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ حيث تؤكد هذه الآية الشريفة على أهمية التبين والتأكد من صدق الأخبار أو كذبها، والفحص عن صحة المعلومات المتداولة حتى لا نتهم شخصاً أو جماعة أو تياراً أو شريحة بأمور غير صحيحة ونرتكب ظلماً بحقهم، والظلم من أشد المحرمات وأقبح الموبقات.
وبيّن سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف فوائد الإعلام الجديد ومخاطره على المجتمع، ففي الوقت الذي نرى فيه فوائد عديدة للإعلام الجديد من حيث سرعة تبادل المعلومات والحصول عليها، وتناقل الأخبار والأفكار، نجد أيضاً كمية كبيرة مما يتداول غيرصحيح خصوصاً في الواتس آب والإنترنت حيث يحفل بمعلومات مكذوبة، واتهامات بالجملة، وأمور مختلقة لا صحة لها، إذ يستطيع أي شخص أن يكتب أي شيء، وأن ينشر أي شيء، وأن يلفق أي شيء ضد أي شخص أو جماعة أو شريحة أو فئة؛ وهو الأمر الذي يؤدي إلى نشر الفتن، وإضعاف النسيج الاجتماعي.
وأضاف سماحته قائلاً: لذلك ينبغي عدم تصديق كل ما نقرأ أو نسمع، و التثبت من أي خبر قبل نشره وتداوله، والتبين من صحة المعلومات أو كذبها قبل تبني أي موقف، حتى لا نتخذ مواقف مبنية على مقدمات خاطئة فتكون النتائج خاطئة تبعاً لذلك.
واستغرب سماحة الشيخ اليوسف قيام بعض الأفراد بنسخ ولصق كل ما يصل إليه حتى قبل قراءته فضلاً عن التأكد من صحته، أو التبين من دقة المعلومات المرسلة، مؤكداً أن ذلك يجعله من المساهمين في نشر الشائعات والأكاذيب، ومن المشاركين في نشر الفتنة بالمجتمع وإن لم يقصد ذلك.
ومن جهة أخرى أشار سماحة الشيخ اليوسف إلى خطأ التعميم في الأمور، فالتعميم خطأ منطقي، فإذا أخطأ شخص لا يجب أن يعمم هذا الخطأ إلى الكل ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ فإذا أخطا إنسان - مثلاً - ينتمي إلى مذهب معين لا يجوز أن يعمم الموقف إلى كل أفراد ذلك المذهب، وإذا أخطأ إنسان ينتمي إلى جماعة أو تيار لا يجوز تعميم هذا الخطأ إلى كل جماعته أو تياره، وإذا أخطأ عالم لا يجوز تعميمه إلى كل العلماء؛ بل يجب التفريق بين خطأ الأفراد وخطأ المنهج؛ إذ في الحالة الأولى كل إنسان مسؤول عن تصرفاته، وعليه أن يتحمل وزر أخطائه، ولا يجوز تعميم ما يترتب على هذا الخطأ إلى الآخرين، أما في الحالة الثانية فيجب إصلاح الخلل في المنهج إن كان يعاني من خلل أو عيوب.
وشدد سماحته على أن التعميم في المواقف، أو الأحكام، أو الأفكار خطأ منطقي جسيم، وأنه ناتج من عدم الدقة و التبين والفحص، وهذا ما لا ينبغي أن يقع فيه الواعون من الناس فضلاً عن أهل العلم والرأي.
وختم خطبته بالدعوة إلى التبصر فيما يحدث في المجتمع من تفاعلات بسبب نشر بعض الشائعات والأكاذيب والافتراءات، والتحلي بصفة الورع والتقوى التي تمنع الإنسان من ظلم الآخرين أو الإساءة إليهم، والحفاظ على الأخوة الإسلامية تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾.