نظام الوكلاء أسسه أئمة أهل البيت للتواصل بينهم وبين شيعتهم أينما وجدوا، وللوكلاء دور مهم ورئيس في نشر ثقافة وفكر أهل البيت، وربط الناس بهم، وتسلم الحقوق الشرعية منهم، وإيصال التوصيات والتعاليم إليهم، والاطلاع على قضايا الناس وهمومهم.
وفي عهد الإمام العسكري اتسعت مساحة التشيع جغرافياً، وأصبح الشيعة يتواجدون في مدن متباعدة ومختلفة، فقد كانت بغداد والكوفة والبصرة وقم ونيشابور والري واليمن وآذربيجان وغيرها مراكز للشيعة.
وكان الاتصال بهذه المراكز الشيعية يحتاج إلى شبكة اتصالات منظمة للتواصل بين الإمام العسكري وشيعته. وهذا ما تم من خلال تعيين الإمام للوكلاء في كل المدن والمناطق الشيعية بهدف تأمين التواصل الضروري بين الإمام وشيعته ومحبيه.
وقد كان الإمام العسكري يختار للوكالة عنه أبرز الشخصيات الشيعية وأوثقهم كي ينوبوا عنه في أداء المهمات الرسالية في مناطقهم.
ونذكر أسماء أبرز وكلاء الإمام العسكري وهم:
1- إبراهيم بن عبدة النيسابوري من أصحاب العسكريين ، كان وكيلا له في نيسابور
2- أيوب بن نوح بن درّاج النخعي كان وكيلاً للعسكريين .
3- أيوب بن الباب، أنفذه من العراق وكيلاً إلى نيسابور.
4- أحمد بن إسحاق الرازي.
5- أحمد بن إسحاق القمي الأشعري كان وكيلاً له بقم.
6- جعفر بن سهيل الصيقل.
7- حفص بن عمرو العمري الجمّال.
8- عثمان بن سعيد العمري السمّان (الزيّات) وهو أول السفراء الأربعة.
9- علي بن جعفر الهمّاني من وكلاء أبي الحسن وأبي محمد .
10- القاسم بن العلاء الهمداني من وكلائه ووكلاء ابنه الإمام المهدي (عجل الله فرجه).
11- محمد بن أحمد بن جعفر (الجعفري) القمي العطّار.
12- محمد بن صالح بن محمد الهمداني.
13- محمد بن عثمان بن سعيد العمري.
وقد أوكل الإمام العسكري الكثير من المهام والمسؤوليات لهؤلاء الوكلاء كي يعتاد الشيعة على دورهم تمهيداً للانتقال الجوهري من عصر الحضور إلى عصر الغيبة، حيث لن يتمكن الشيعة من رؤية القيادة المعصومة في عصر الغيبة، وهذا ما حدث بالضبط، إذ أصبح نظام الوكلاء هو المعتمد في عصر الغيبة الصغرى ثم الكبرى، وأصبح نظام الوكلاء نظام معتمد إلى هذا العصر من قبل المرجعيات الدينية، حيث انه نظام مؤسسي يؤمن الاتصال بين أتباع أهل البيت في كل مكان وقيادتهم الدينية (المرجعية الدينية).