سماحة الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة (أرشيف)
|
أشار سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 25 ربيع الآخر 1434هـ الموافق 8 مارس 2013م في مسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف إلى أهمية القراءة المستمرة كوسيلة لتنمية المعارف الدينية والثقافية والعلمية، مؤكداً على أن غذاء العقل هو العلم، وأن الحاجة لذلك حاجة مستمرة، وأي توقف عن الغذاء المعرفي يؤثر على تنمية العقل ومداركه المعرفية والعلمية.
وأضاف سماحته قائلاً: إن الجيل الشاب بحاجة دائمة إلى المتابعة الثقافية، ورصد الكتب والإصدارات الجديدة، واقتناء الكتب المهمة، ومطالعتها بتركيز لمعرفة ما يطرح في الساحة الثقافية من أفكار جديدة، وثقافات متعددة، كي يمكن التفاعل معها ذهنياً وفكرياً ومعرفياً، فالساحة الثقافية مليئة بالنظريات الفكرية المختلفة والمتناقضة، وهناك ضرورة لمتابعتها ونقدها وتقويمها.
واعتبر سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أن العزوف عن القراءة يؤدي إلى الضمور العلمي في شخصية الإنسان، وحتى لانُصاب بذلك عليناً التعود على القراءة المستمرة، ووضح برنامج يومي - بحسب الاستطاعة - للقراءة والمطالعة، ومتابعة كل جديد في عالم التأليف والتصنيف.
وحث سماحة الشيخ اليوسف الحضور على زيارة معارض الكتاب الدولية المختلفة معتبراً ذلك بأنه نوع من السياحة العلمية، مشيراًً إلى معرض الكتاب الدولي بالرياض وفائدة زيارته، للاطلاع على ما فيه من كتب متنوعة، وشراء الكتب المفيدة؛ إذ لا يوجد معرض كتاب دولي واحد من دون وجود بعض الكتب الجيدة، وإن كان كل مثقف وعالم يطمح نحو فسح المجال لكل الكتب المفيدة بالتواجد، وعدم منع أي كتاب علمي أو ثقافي أو ديني، لكن لا يترك الميسور بالمعسور.
وبيّن سماحته أن العلماء السابقين كانوا يقضون شهوراً في السفر من أجل الحصول على كتاب واحد أو أكثر في بلدان بعيدة، مع تحمل مشقة وصعوبات السفر في تلك الأيام الغابرة؛ بينما يمكننا الآن الحصول على أي كتاب بطريقة سهلة وسريعة.
ودعا سماحة الشيخ عبدالله اليوسف في ختام الخطبة إلى المساهمة الفعالة في نشر الكتاب المفيد بكل الوسائل المتاحة، ومنها: شراء الكتب من المؤلفين والكُتّاب وتوزيعها على الناس مجاناً كعمل تطوعي من أجل نشر العلم بين الناس لما في ذلك من الأجر والثواب العظيم.
وانتقد سماحته الاقتصار على توزيع كتب الأدعية المكررة في الفواتح والمناسبات الدينية، والتي امتلأت البيوت منها، مطالباً بالتنوع في اختيار الكتب الموزعة، والمساهمة في نشر كل كتاب مفيد، وأن الأجر والثواب لا يقتصر على توزيع كتب الأدعية؛ وإنما يشمل كل الكتب المفيدة والنافعة.