سماحة الشيخ اليوسف يلقي الخطبة أمام المصلين (أرشيف)
|
بيّن سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبته ليوم الجمعة 23 جمادى الأولى 1434هـ الموافق 5 أبريل 2013م في مسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف فوائد صلاة الجماعة، والتي منها: الحصول على الأجر والثواب الجزيل، وتقوية الوحدة الاجتماعية، واكتساب أصدقاء جدد، وتنمية الروح الاجتماعية عند الأفراد، والاستفادة من البحوث الدينية والفقهية والعلمية.
وأضاف سماحته قائلاً: إن صلاة الجماعة من المستحبات المؤكدة، وقد ورد في فضلها وذم تاركها من الأخبار والروايات الكثيرة ما لم يرد مثلها في أكثر المستحبات.
فقد ورد في الصحيح عن الإمام الصادق قوله: (( الصلاة في جماعة تفضل على صلاة الفذ - أي الفرد - أربع وعشرين درجة)).
وفي رواية زرارة: قلت لأبي عبدالله : ما يروي الناس أن الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين؟ فقال : (( صدقوا)).
وفي رواية محمد بن عمارة قال: أرسلت إلى الإمام الرضا أسأله عن الرجل يصلي المكتوبة وحده في مسجد الكوفة أفضل أو صلاته مع جماعة؟ فقال: ((الصلاة في جماعة أفضل )) مع أنه ورد في الروايات أن الصلاة في مسجد الكوفة تعدل ألف صلاة، وفي بعض الأخبار ألفين.
وقال الإمام الصادق أيضاً: (( الصلاة خلف العالم بألف ركعة، وخلف القرشي بمائة)).
أما إذا وصل عدد المصلين في صلاة الجماعة أزيد من عشرة فلا يحصي ثواب الصلاة إلا الله تعالى كما ورد في حديث طويل عن الرسول الأعظم .
وعتبر سماحة الشيخ اليوسف أن المحروم من التوفيق هو من يحرم نفسه من حضور صلاة الجماعة فيضيع على نفسه آثارها وفوائدها لأسباب واهية؛ كاختلاف التقليد بين الإمام والمأموم، أو الاختلاف بينهما في بعض الأفكار أو المواقف، مبيناً أن ذلك ليس من شرائط صحة صلاة الجماعة.
وانتقد سماحته ما يقوم به بعض السلبيين من تثبيط الناس عن حضور صلاة الجماعة والتشكيك في صحة صلاتهم وجماعتهم؛ في حين لا يقومون بحث أي إنسان تارك لصلاه الجماعة على حضورها، أما إذا التزم بحضور صلاة الجماعة فيأتي إليه من يشكك في صحة صلاته وجماعته!
وأوضح سماحته أن صلاه الجماعة شعيرة من شعائر الإسلام التي يجب الحفاظ عليها، وتقويتها وتعظيمها مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.
وأشار الشيخ د. عبدالله اليوسف إلى أن بعض الناس يحرمون أنفسهم من حضور صلاة الجماعة، ويتعودون على الصلاة فرادى في المنازل أو المزارع، مشيراً إلى ما قاله السيد كاظم اليزدي في العروة الوثقى: إن مقتضى الإيمان عدم الترك - أي ترك صلاة الجماعة - من غير عذر سيما مع الاستمرار عليه، فإنه كما ورد: لا يمنع الشيطان من شيء من العبادات منعها، ويعرض عليهم الشبهات من جهة العدالة ونحوها حيث لا يمكنهم إنكارها، لأن فضلها من ضروريات الدين.
وحث سماحة الشيخ اليوسف الجميع على المواظبة في حضور المساجد، والإتيان بالصلاة جماعة قدر الإمكان لأنها أفضل من صلاة الفرادى حتى ولو كانت مختصرة، فينبغي للمؤمن المداومة على صلاة الجماعة، والتعود عليها، وحث الآخرين على ذلك تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿َتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾.