ارتبط أهل البيت بالقرآن الكريم ارتباطاً وثيقاً لا ينفك، فهم المحافظون على تلاوته وتفسيره وحفظه، وحث الناس على التمسك به، فها هو الإمام موسى الكاظم يتلو القرآن ويتفاعل وجدانياً وعاطفياً معه، يقول الشيخ المفيد في إرشاده:
((كان أفقه أهل زمانه، وأحفظهم لكتاب الله، وأحسنهم صوتاً بالقرآن، وكان إذا قرأ يحزن ويبكي، ويبكي السامعون لتلاوته، وكان الناس بالمدينة يسمونه زين المتهجدين)) [1] .
وقال حفص - أحد القراء السبعة المشهورين - عن قراءة الإمام الكاظم للقرآن الكريم: ((ما رأيت أحداً أشد خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر ، ولا أرجأ الناس منه، وكانت قراءته حزناً، فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنساناً)) [2] .
وهذا يعني أن الإمام الكاظم لم يكن يقرأ القرآن الكريم قراءة مجردة، وإنما قراءة يتفاعل فيها كل مكونات الإنسان: قلبه وعقله وجوارحه، فيحزن عندما يتلو آيات التخويف، ويفرح عندما يتلو آيات البشارة، أو لعل الحزن كناية عن البكاء، كما هي عادة المتفاعلين قلباً وقالباً مع القرآن الكريم.
وعلينا أن نقتدي بإمامنا الكاظم في الارتباط بالقرآن الكريم، حفظاً وتلاوة وتدبراً في آياته وسوره، فلا نترك ملازمة القرآن الكريم في ظل الانشغالات اليومية في حياتنا؛ بل نجعله من ضمن برامجنا اليومية الأساسية لنكون من حملة القرآن والعاملين بما فيه.
[2] أصول الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 570، رقم10.