بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) استضافت (هيئة الرسول الأعظم) بأم الحمام ليلة الجمعة الموافق 19/6/1425هـ -5/8/2004م سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف لإلقاء محاضرة بهذه المناسبة المباركة بعنوان:(فاطمة الزهراء والأدوار النهضوية)
وبعد تلاوة لآيات من الذكر الحكيم قدم الأستاذ/موسى رضوان تعريفا بالسيرة الذاتية لسماحة الشيخ عبدالله اليوسف ، وبعد ذلك بدأ الشيخ اليوسف حديثه قائلا:
إن نجاح أي مشروع نهضوي إنما يتم باستثمار كل الطاقات المبدعـــــــــة المكونــــــــة للمجتمع، وكل المجتمعات البشرية إنما تتكون من عنصري : الرجل والمرأة ، وأي تغييب لأحدهما عن القيام بدوره ، وأداء مسؤولياته ، وإعطائه حقوقه سيؤدي إلى إخفاق أي مشروع يهدف إلى إحياء النهضة وبناء الحضارة .
وقد عانت المرأة المسلمة ولا تزال من تغييب دورها ، وتهميش مكانتها، وإبعادها عن المشاركة في بناء المجتمع ؛ وذلك بسبب عوامل مختلفة يأتي في مقدمتها : الفهم الخاطئ للدين ، أو الارتكاز على عادات وتقاليد تجذرت بمرور الأيام حتى أصبحت وكأنها قيم لا يمكن تجاوزها ، أو بفعل إلهاء المرأة عن القيام بمسؤولياتها نتجة لوسائل الإعلام والدعاية التي تركز على أن كيان المرأة لا يمكن أن يُبنى إلا على صناعة الجسد وتغييب دور العقل والقيم والمثل من شخصيتها .
وقد كثر الحديث في العقود الأخيرة عن المرأة ، وما يمكن أن تقوم به من أدوار، وعن حقوقها ، وضرورة الإصلاح في مختلف الجوانب كي تتمكن من القيام بواجباتها ومسؤولياتها ، وفي ظل هذا الجدل المستمر، تزداد ضرورة تأصيل قضايا المرأة ارتكازا على رؤية الإسلام حتى لا نقع أسارى لنظريات غريبة باتت تتوالد بكثرة هذه الأيام ، محاولة تعميم ثقافة الغرب تجاه المرأة إلى كل امرأة في كل مكان !
وفي ذكرى مولد أفضل امرأة ، بل سيدة نساء العالمين ،السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( ص ) علينا أن نستلهم من سيرتها المباركة ما يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة .
وبهذه المناسبة المباركة دعونا نستقي من سيرتها الشريفة ما يمكن للمرأة المسلمة العاصرة أن تقوم به من أدوار نهضوية ، ففاطمة هي خير قدوة لكل امرأة مسلمة ، لذلك يجب على كل امرأة أن تقتدي بفاطمة في سيرتها ، وفي أخلاقها ، وفي عبادتها ، وفي كل حياتها .
ويمكن لنا أن نلخص أهم ما يمكن للمرأة المسلمة أن تقوم به من أدوار استلهاما من السيرة الشريفة للسيدة فاطمة الزهراء في النقاط التالية :
1-تربية الأولاد.
2-نشر العلم.
3-المطالبة بالحقوق.
4 - المساهمة في الأعمال التطوعية .
وبعد انتهاء سماحة الشيخ عبدالله اليوسف من إلقاء محاضرته ، أجاب على مجموعة كبيرة من التساؤلات حول سيرة السيدة فاطمة الزهراء و قضايا المرأة المعاصرة ، مما أضفى على اللقاء المزيد من الإثراء العلمي والثقافي.