سماحة الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة (أرشيف)
|
تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 27/7/1434هـ الموافق 7/6/2013م في مسجد الرسول الأعظم بمحافظة القطيف عن الجهود الكبيرة التي بذلها الرسول الأكرم من أجل نشر الإسلام، وتحمل في سبيل ذلك الكثير من صنوف الأذى النفسي والجسدي من قبل الكفار والمشركين، كما تعرض أكثر من مرة لمحاولة اغتيال، لكن الله تعالى نجاه من كيد الكائدين ومكر الماكرين.
وأضاف سماحته قائلاً: في يوم المبعث النبوي الشريف حيث بُعِث الرسول الكريم بالرسالة بشيراً ونذيراً، وبعد جهاد وكفاح وتضحيات كبيرة استطاع أن ينشر الإسلام في الجزيرة العربية وما حولها، وأن يرفع راية التوحيد خفاقة على وجه الأرض، حتى أصبح الإٍسلام اليوم من أكبر الديانات في العالم.
وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى بعض الأساليب التي اتبعها الرسول الأكرم من أجل نشر رسالة الإسلام، والتأثير على مكونات المجتمع من خلال اتباع نهج الحكمة والحنكة والرفق واللين في التعامل مع مختلف الشرائح؛ مما أدى إلى استقطاب الشباب والشرائح الأخرى إلى الدعوة الجديدة، وتذويب الخلافات التي كانت سائدة بين مختلف القبائل والعشائر العربية، حيث استطاع النبي أن يجمع الجميع تحت راية الإسلام، بحيث تحولوا إلى قوة قادرة على التغيير والتأثير؛ بل وصناعة حضارة إسلامية امتدت لقرون من الزمن بفضل جهاد الرسول الأكرم وتضحيات صحابته الأخيار.
وأكد سماحة الشيخ عبدالله اليوسف على أن نهج الرسول الأكرم كان يقوم على جمع المختلف، وتذويب التمايزات القبلية والعرقية والطبقية، وجعل التفاضل يقوم على أساس الإيمان والتقوى والعلم والفضيلة والخير.
وعَبَّر سماحته عن الألم والحزن الذي يشعر به كل غيور على الإسلام والمسلمين، حيث تعيش الأمة الإسلامية اليوم حالة انقسام خطيرة، وأصبح المسلم يقتل أخاه المسلم لمجرد اختلاف في الرأي أو المذهب، أو تغاير في الرؤية الفكرية والثقافية؛ نتيجة فتاوى التكفير والتبديع والتفسيق.
وانتقد سماحته تصاعد الخطاب الطائفي والمذهبي في العالم الإسلامي، معتبراً ذلك يؤدي إلى تعميق الفجوة بين المسلمين، وينمي خطاب الكراهية، ويعزز الانقسام الطائفي، ويسبب التفرقة، ويولد التمزق والضعف للمسلمين كافة، كما أشار القرآن الكريم لذلك في قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾[الأنفال:46].
وبيَّن سماحة الشيخ اليوسف أن عدد المسلمين الذين قتلوا في الحروب البينية المختلفة بين المسلمين أنفسهم يفوق بكثير ما قُتِل في الحروب بين المسلمين والصهاينة الذين يحتلون القدس الشريف والأراضي العربية والإسلامية، معتبراً أن انشغال المسلمين ببعضهم البعض يريح أعداء الإسلام الذين يفرحون لتقاتل المسلمين فيما بينهم، ويعطيهم الفرصة الذهبية لاقتسام الغنائم، وحبك المؤامرات ضد بلاد المسلمين.
ودعا سماحته في نهاية خطبته إلى المراجعة والتقويم لحالة المسلمين العامة، وما وصلوا إليه من انقسام وتفرق وتمزق وضعف، والعمل على امتصاص الاحتقان الطائفي، وتعزيز خطاب التسامح والتعايش والمحبة بين المسلمين، واجتناب كل ما يثير النعرات والحساسيات المذهبية والطائفية والغرائزية، والعمل بقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾[آل عمران:103].