سماحة الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء كلمته في إحدى المناسبات الدينية (أرشيف)
|
ألقى سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف كلمة في الحفل الذي أقيم بمناسبة ميلاد الإمام الحسين بمسجد الرسول الأعظم في ليلة الجمعة 4/8/1434هـ الموافق 13/6/2013م تحدث فيها عن صفة الصبر التي هي من الصفات الأخلاقية التي يجب التحلي بها، موضحاً أنواع الصبر، وعلامات الصابر، وما يجب التحلي به تجاه ما يمر به الإنسان من مشاكل وعقبات وآلام مختلفة، امتثالاً لقوله تعالى: ﴿ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾[ سورة الأنفال46].
وأضاف سماحته قائلاً: إن الإمام الحسين كان صابراً وصبوراً، وقد واجه الآلام والمحن والرزايا التي مرت به في مراحل حياته بالصبر والتجمل والإرادة والاطمئنان، محتسباً ذلك عند الله تعالى، وداعياً أهل بيته إلى الصبر حتى في أقسى الظروف كما في معركة الطف؛ إذ وقف على الأجساد الطاهرة من أبنائه وأهل بيته بكل طمأنينة وثبات قائلاً: ( صبراً أهل بيتي، صبراً بني عمومتي، لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم).
وبَيَّن سماحة الشيخ اليوسف ضرورة الاقتداء والتأسي بالإمام الحسين في كل شيء، ومنه التحلي بالصبر والثبات أمام المصائب والبلايا والرزايا والأمراض التي قد تواجه الإنسان المؤمن، أو المجتمع بصورة عامة.
وأوضح سماحته أقسام الآلام والمصائب التي قد تواجه الإنسان في حياته، أو المجتمع في مسيرته العامة كالتعرض للأذى النفسي والبدني، أو القدح في معتقدات ومذهب الناس والنيل منه، داعياً سماحته إلى الصبر، وعدم الانجرار وراء السجالات المذهبية والطائفية الاستفزازية؛ لأن ضررها أكثر من نفعها.
واستطرد قائلاً: إن الصبر على ذلك لا يعني الرضا بها، وإنما عدم الانجرار ورائها، وعدم الانشغال بها، وتجاهلها بما يؤدي إلى ضمورها؛ أما النقاش العلمي القائم على الدليل والبرهان والحجة فهو أمر مطلوب ومفيد خاصة في المراكز العلمية التخصصية، أو بين أهل العلم والفكر.
ومن جهة أخرى نبّه سماحة الشيخ عبدالله اليوسف الآباء والأمهات إلى ضرورة الانتباه إلى أولادهم وبناتهم من الوقوع في مصيدة الشبكات التي تروج للمخدرات، محذراً من تزايد انتشار المخدرات على مختلف أنواعها، واستغلال الأطفال لجعلهم يدمنون عليها، وما يسببه ذلك من مخاطر على مستقبل الأفراد وسلامة المجتمع.
وفي نهاية كلمته دعا سماحته الشباب إلى التحلي بالصبر والإرادة والعزيمة، وعدم الاستعجال في الأمور إلا في مجال الخير، والتأني في اتخاذ القرارات المهمة، وعدم الوقوع في أمور مضرة كالمخدرات، أو التهاون في أداء الواجبات الدينية والتساهل في ارتكاب المحرمات، وأن الاقتداء بأهل البيت يعني -فيما يعنيه - الالتزام بمكارم وفضائل الأخلاق، والابتعاد عن رذائلها وذمائمها، والالتزام بما أمر الله تعالى به واجتناب نواهيه.