سماحة الشيخ اليوسف يلقي الخطبة أمام المصلين (أرشيف)
|
حذر سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف الشباب من الانخداع بالدعوات المهدوية الباطلة، أو أدعياء السفارة والنيابة الخاصة، أو الزعم بأنه باب الإمام الخاص، أو يزعم تكليف الإمام له ببعض التكاليف وتبليغها للناس؛ معتبراً أن كل ادعاء بالنيابة الخاصة بعد السفراء الأربعة في عصر الغيبة الصغرى تعتبر دعوة كاذبة وباطلة، وصاحبها كاذب ومخادع وضال ومضل ومنحرف.
إذ ورد في التوقيع الذي خرج إلى أبي الحسن السمري، وفيه الأمر بجمع أمره والنهي عن الوصية بغيره بالنيابة الخاصة، وأن من ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر. والمقصود بالمشاهدة ادعاء النيابة الخاصة كما فسرها كثير من العلماء المحققين.
ونص التوقيع كما ورد في كتاب الاحتجاج للعلامة الطبرسي هو: بسم الله الرّحمن الرّحيم، يا علىّ بن محمّد السّمرى: أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإّنك ميت ما بينك و بين ستّة أيّام، فاجمع أمرك و لا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، قد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلَّا بإذن الله تعالى ذكره، و ذلك بعد طول الأمد، و قسوة القلب، و استيلاء الأرض ظلماً و جوراً.
وسيأتي إلى شيعتي من يدّعى المشاهدة، ألا من ادّعى المشاهدة قبل خروج السّفياني و الصيحة فهو كذّاب مفتر، و لا حول و لا قوّة إلَّا با لله العلىّ العظيم.
وأشار سماحته إلى تكاثر أدعياء المهدوية الشخصية، فبين الفينة والأخرى يخرج علينا من يدعي أنه الإمام المهدي المنتظر، أو نائبه الخاص؛ مرجعاً ذلك إلى السعي نحو تحقيق أهداف مادية و وجاهية واجتماعية، وربما سياسية كما في البابية والبهائية.
وأوضح سماحته أن الفقهاء العدول هم نواب عامون للإمام المهدي المنتظر، كما نعتقد بأن الإمام ( عجل الله تعالى فرجه الشريف) حي وحاضر بيننا وإن كنا لا نراه بعيوننا؛ لكنه حاضر في كل قضايانا، إذ يقول في رعاية حال شيعته في زمن الغيبة: (( إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء)). وأما نحن فعلينا أن نكون حاضرين في غيبته بإتيان الأعمال الصالحة، والقيام بما يرضي إمام العصر والزمان.
واعتبر سماحة الشيخ اليوسف أن المسلمين كافة على اختلاف توجهاتهم ومذاهبهم ومدارسهم يؤمنون بخروج المهدي المنتظر في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وأن الاختلاف في التفاصيل لا يغير من هذه الحقيقة شيئاً.
ودعا سماحة الشيخ عبدالله اليوسف في خطبته ليوم الجمعة 11 شعبان 1434هـ الموافق 21 يونيو 2013م في مسجد الرسول الأعظم بمحافظة القطيف إلى إحياء ليلة النصف من شعبان (ليلة ميلاد الإمام المنتظر) بالعبادة، فهي تأتي من حيث الفضل والشرف بعد ليلة القدر مباشرة، ولها أعمال مخصوصة، كالأدعية المأثورة والمخصوصة بها، وإتيان صلاة جعفر الطيار ( صلاة التسبيح )... وغيرها من الأعمال العبادية.
وأكد في ختام خطبته على أهمية إحياء ليلة النصف من شعبان بأفضل صورة، وأحسن تفاعل، وأكمل عبادة، فهي أفضل بكثير من ليلة الرغائب من حيث الفضل والتأكيد عليها، كما ورد الحث على إحيائها بالعبادة في أحاديث صحيحة ومعتبرة.
معتبراً أن التفاعل مع إمام العصر والزمان عاطفياً و وجدانياً، والدعاء له بالفرج، وتوقع ظهوره في كل وقت، والاستعداد النفسي والذهني والفكري لخروجه، والعمل بمتطلبات الانتظار الإيجابي... من أهم الواجبات التي يلزم على المؤمنين الالتزام بها.