توفي الإمام الجواد وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وهذه المدة لم تتح فيها للناس الفرصة الكافية للاتصال به. ورغم قصر هذه الفترة فإن في أيدينا الآن أكثر من مائتين وعشرين حديثاً مروياً عن الإمام الجواد في مواضيع مختلفة مضافاً إليها مسائل أخرى منقولة عنه بواسطة الأصحاب أو كتبهم. وهذا العدد من الأحاديث هو ما وصل إلينا طبعاً، ولا شك أن هناك الكثير من المكاتيب التي كتبها الأئمة إلى أصحابهم وحالت الظروف السياسية آنذاك دون وصولها إلينا.
وقد روى الأحاديث المذكورة مائة وواحد وعشرون راوٍ، وأحصى الشيخ الطوسي مائة وثلاثة عشر راوٍ لأحاديث الإمام الجواد . وهذا العدد من الأحاديث يعكس مدى عظمة الإمام العلمية وإحاطته بالفقه والتفسير والكلام والدعاء والمناجاة.[1]
وأحصى الشيخ العطاردي في مسنده 250 حديثاً مروياً عن الإمام الجواد ، وأن عدد أصحابه ورواته 121 راوياً، لكن يجب الالتفات إلى أن من بين هذا العدد القليل من أصحاب الإمام والرواة هناك شخصيات بارزة مثل: علي بن مهزيار، أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، زكريا بن آدم، محمد بن إسماعيل بن بزيع، الحسين بن سعيد الأهوازي، أحمد بن محمد بن خالد البرقي، وكان كل واحد منهم علماً بذاته في المجالات العلمية والفقهية، وكان بعضهم صاحب تأليفات.
ومن ناحية أُخرى أن رواة أحاديث الإمام الجواد لا ينحصرون في الشيعة، بل قد نقل بعض المحدثين والعلماء السنة للأحكام الإسلامية من ذلك الإمام، ومنهم على سبيل المثال: الخطيب البغدادي الذي روى عن الإمام أحاديث بسنده الخاص به هو، كذلك روى عنه الحافظ عبد العزيز بن أخضر الجنابذي في كتاب معالم العترة الطاهرة، ومؤلفون آخرون مثل أبي بكر أحمد بن ثابت، وأبو إسحاق الثعلبي، ومحمد بن مندة بن مهربذ في كتبهم التاريخية والتفسيرية.[2]
وتنبع أهمية ما رواه الإمام الجواد بأنها أحاديث مسندة من الجواد عن أبيه عن جده عن آبائه عن أمير المؤمنين وهو أعلى درجة إسناد في علم الرواية، وأقوى درجة مضمون ومحتوى في علم الدراية. وهو الأمر الذي يعطي مرويات الإمام الجواد - كباقي الأئمة المعصومين- أهمية بالغة في الاستناد عليها، والاستفادة منها، واستخراج المفاهيم الدينية والأحكام الشرعية من مداليلها، وأهمية التأمل والتفكر في مضامينها ومحتوياتها.