الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء كلمته (أرشيف)
|
أوضح سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في كلمته في حفل ميلاد فاطمة الزهراء ليلة الأحد 20 جمادى الآخرة 1435هـ الموافق 20 أبريل 2014م في حسينية الشاخور في سيهات مقام وفضل ومكانة السيدة فاطمة الزهراء ؛ فهي أنموذج المرأة الكاملة في الإسلام، والقدوة الحسنة لكل امرأة تبحث عن القيم والأخلاق والمثل العليا.
وأضاف سماحته قائلاً: لقد كان رسول الله يشير في كل المحافل الدينية والعلمية، وفي كل مناسبة ومكان إلى المكانة الرفيعة للسيدة فاطمة الزهراء الخاصة، وموقعيتها المتقدمة، ومنزلتها العالية، فهي أحب الناس إلى قلب الرسول الأكرم ، وأعزهم عنده، وكان إذا رآها يقوم لها، ويرحب بها، ويقبلها قائلاً: ((فداك أبي وأمي)).
واستطرد سماحته قائلاً: إن الأحاديث في فضل فاطمة الزهراء متواترة، ومذكورة في كل كتب الأحاديث والمسانيد عند الطرفين، وقد أراد الرسول الأعظم أن يبين للجميع مكانة فاطمة الزهراء وفضلها، وأيضاً أنها أحب الناس إليه من النساء وأنها بضعة منه، يؤذيه ما يؤذيها، ويرضيه ما يرضيها، ويغضبه ما يغضبها.
فقد أخرج البخاري بسنده: أن رسول الله قال: ((فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني)).
وأخرج مسلم بسنده قال: قال رسول الله : ((إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها)).
وأخرج الحاكم النيسابوري بسنده عن علي قال: قال رسول الله لفاطمة: ((إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك)).
وبين سماحة الشيخ د. عبدالله اليوسف أهمية اقتداء المرأة المسلمة بالسيدة الزهراء في حجابها وعفتها وحشمتها وأخلاقها وسيرتها وعلمها ومواقفها، موضحاً الأدوار الكبيرة التي قامت بها الزهراء رغم قصر عمرها الشريف.
ونبه سماحته من خطورة لهاث المرأة المعاصرة وراء الموضات والتقليعات والصرعات المتزايدة، والتركيز على الجوانب الشكلية والمظهرية على حساب الاهتمام بالأمور الجوهرية والمهمة في حياة المرأة ومستقبلها.
وبين سماحته أن شركات الموضة والتجميل تعمل جاهدة على تحويل المرآة إلى هدف استهلاكي بامتياز كي تتعود على النزعة الاستهلاكية في شراء كل جديد، وأن توظيف مفاتن المرأة من أجل التسويق والدعاية إنما يعبر عن ثقافة نفعية ومصلحية، واستغلال سيئ الطبيعة المرأة الأنثوية.
ولفت سماحته إلى ما تقوم به شركات الألبسة من صناعة ألبسة وتقليعات وموضات لا تتناسب مع الثقافة الإسلامية وقيم وأخلاق المرأة المسلمة داعياً المرأة المعاصرة للاقتداء بالسيدة الزهراء في لباسها وحشمتها وعفتها وأخلاقها.
وختم سماحته كلمته بالقول: إن المرأة في نظر الإسلام كائن إنساني محترم، ولا يمكن اختزاله في الجسد فقط، وإنما هو روح وجسد وعقل، وإن لكل واحد من هذه الأبعاد وظائفه وأدواره، ولا يصح توظيفه فيما لا يتناسب معه، مشدداً على أن اختزال المرأة في بعدها المادي فقط وتجاهل البعد الروحي والمعنوي والقيمي من حياتها هو امتهان لكرامة المرأة وإنسانيتها.