سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يتحدث إلى الحضور (أرشيف)
|
ذكر الشيخ عبد الله اليوسف أن العنف الأسري من أكثر الظواهر التي تؤثر على النسيج الاجتماعي، مشيراً إلى أنها ما زالت في ازدياد مستمر وتشكل هذه الظاهرة قلقاً اجتماعياً لتداعياتها الخطيرة ومفاعيلها السلبية.
وأوضح أن الاحصائيات على مستوى المملكة تشير إلى أن شريحتي النساء والأطفال أكثر من يتعرضا للعنف الأسري حيث تصل إلى 9000 حالة مقابل حالة واحدة من العنف ضد الرجل خلال خمس سنوات بحسب إحصائية (لعام ١٤٢٩ ه- ٢٠٠٨ م) صادرة عن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن غياب الانسجام الأسري بين الأزواج، وتعاطي المخدرات والكحول والإصابة بالأمراض النفسية تدفع الرجل للعنف الأسري ضد المرأة، لافتاً إلى أن غياب الوازع الديني يعد سبباً من أسباب العنف الأسري.
ودعا في محاضرة ألقاها مساء الأربعاء ليلة الخميس 2 صفر 1438هـ الموافق 2نوفمبر 2016م في مركز البيت السعيد بصفوى الزوجات إلى مراعاة الحالة النفسية للزوج عند طلب حاجيات المنزل منه واستقباله بالابتسامة عند دخوله للمنزل والابتعاد عن استفزازه.
وحثَّ الشيخ اليوسف على تبادل الكلام الجميل والمحبب بين الزوجين كونه له تأثير سحري عليهما.
وبين بأن من ضمن العنف الأسري الموجه ضد المرأة الاساءات الجنسية للزوجة كإجبارها على أفعال جنسية محرمة رغماً عنها أو إجبارها على قناعاته الفقهية والفكرية والمعرفية.
وتابع، أن إلحاق الأذى بالزوجة اقتصادياً كمنعها من العمل بالرغم من اشتراطها ذلك في العقد، أو تصرف الزوج بأموالها دون رضاها، أو أخذ قروض باسمها مع نية عدم السداد يعد نوعاً من العنف الأسري الاقتصادي ضد المرأة.
وحذر من النظر للمرأة نظرة دونية وعلى أنها أقل من الرجل لما له من تأثير على الحياة الأسرية بين الزوجين، لافتاً إلى أن الإسلام أعطى المرأة مكانة متساوية مع الرجل في الأحكام الشرعية.
وأشار الشيخ اليوسف إلى أن العنف اللفظي هو من أكثر أنواع الإساءة انتشاراً في المجتمع، إضافة إلى العنف الجسدي كالحبس في الغرف والضرب والحرق.
وانتقد العادات الدخيلة في حفلات الزواج والبِدع المستحدثة التي ترهق عاتق الزوج، مؤكداً على أن يكون دور أهل الزوجين إيجابي في دفع دفة الزواج بين الزوجين وعدم التدخل المسيء لعلاقتهما الزوجية.
وحذر من احتقار الطفل والإساءة اللفظية والجسدية كالضرب والإساءة الجنسية على الأطفال، وأن العنف ضدهم خطره كبير عليهم لأن هدفه الانتقام وليس التأديب ولا يساهم في تربية وتقويم سلوك الطفل وغير محبب لتأديبه.
ودعا الشيخ اليوسف إلى احتواء الطفل بالحب والحنان والابتعاد عن القسوة والدلال الزائدين، مؤكداً على التوازن بين الليونة والخشونة في التعامل مع الأبناء.
وأضاف أن العنف المستمر على الأطفال يتسبب لهم بعقد نفسية، مشيراً إلى أن المدمنين والمجرمين أغلبهم خرجوا من بيوت يمارس فيها العنف الأسري عليهم، أو أنهم يعيشون تأثير الطلاق العاطفي بين الوالدين.
وأكدَّ على احترام شخصية الطفل ومعاملته كإنسان، وزرع الاحترام في نفس الطفل لما له من تأثير قوي في تكوين شخصيته، واستخدام الثواب والعقاب في التربية.
وذكر بأن العنف الأسري سبب من أسباب في هروب الأبناء من المنزل وانحرافهم جنسياُ، ويقتل الطاقات والمواهب الإبداعية لديهم.
واستعرض الشيخ اليوسف في ختام المحاضرة مع الحضور عدداً من الظواهر الحية في العنف الممارس ضد المرأة بالمجتمع، مستدلاً بأن التعاليم الإسلامية أوصت بالرفق بالمرأة والطفل.