ألقى سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (حفظه الله) كلمة في الحفل الكبير الذي أقيم بالحلة ليلة الجمعة 26/3/1426هـ-5/5/2005م لتكريم الخطيب الحسيني الملا / حسن بن ملا محمد آل باقر، وهذا هو أهم ماورد في كلمته(حفظه الله):
يعد المنبر الحسيني من الوسائل الهامة في التثقيف الديني للمجتمع، وفي ربط الناس بمنهج أهل البيت وفكرهم وثقافتهم، فمنذ القدم وإلى الآن لعب المنبر الحسيني دوراً مؤثراً في تشكيل الثقافة الدينية، وتنمية الوعي الثقافي والفكري في البنية الاجتماعية .
وبرغم ما تعرض له المنبر الحسيني من ضغوط مختلفة طوال التاريخ لإسكات هذا الصوت المعبر عن ثورة الإمام الحسين ومنهج أهل البيت إلا أنه بالتضحيات الجسيمة والصمود والتفاني استمر هذا الرافد الهام في عطائه المتواصل والمستمر في التعبير عن ثقافة ونهج أهل البيت .
والمنبر الحسيني هو رسالة لأنه يعبر عن أهداف ومقاصد الإسلام العليا، وعن فكر وثقافة أهل البيت ، وقد شجع الأئمة الأطهار أتباعهم على إنشاد الشعر في مدحهم ورثائهم؛ لأن في ذلك تعزيزاً لمكانة وفضل أهل البيت، وتوعية الأجيال المتعاقبة بذلك، يقول الإمام الصادق : (( من قال فينا بيت شعر بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة ))(1) وعن عبدالله بن الصلت قال : كتبت إلى أبي جعفر ابن الرضا فأذن لي أن أرثي أبا الحسن أعني -أباه ـ قال وكتب إليَّ : (( اندبني واندب أبي )) (2) ؛ بل كان أهل البيت يغدقون الأموال على الشعراء الذين ينظمون القصائد في فضائل أهل البيت وبيان مكانتهم .
وهذا يدل على أهمية نشر فضائل أهل البيت بين الناس، وربط الناس بهم، وقد كان للمنبر الحسيني، إضافة للوسائل الأخرى، أكبر الأثر في ربط الناس وحدانياً ومعرفياً بأهل البيت.
ومما لاشك فيه، إن أي تكريم لأي خطيب حسيني إنما هو تكريم للمنبر الحسيني، وهو أيضاً تشجيع للخطباء لزيادة عطائهم الديني والعلمي، وظاهرة التشجيع والتكريم هي ظاهرة حضارية، فالأمم والشعوب المتقدمة تهتم بتكريم وتشجيع المبدعين والمتفوقين في أي مجال فيه خدمة للعلم أو المجتمع، وقد كانت القبائل العربية ـ قديماً ـ تحتفي بأي شاعر ينبغ فيها للتعبير عن فخرها واعتزازها بشاعرها .
فالتكريم والتشجيع للمبدعين والمتميزين والمتفوقين وفي أي مجال كان، يشجع على الإبداع والتقدم والتطور، أما ممارسة التثبيط والتسقيط والتقليل من مكانة أي شخص مبدع، فإن هذا من العوامل الرئيسة التي تساهم في تخلف المجتمع وتأخره.
ونحن في هذه الليلة إذ نحتفي بتكريم خطيب الحلة، وأحد الخطباء المعروفين في المنطقة، الا وهو سماحة الخطيب الحسيني الملا / حسن بن ملا محمد آل باقر، والذذي مارس الخطابة منذ ما يقارب الخمسين عاماً، فإنما نحتفي بتكريم المنبر الحسيني، ونفتخر ببروز أحد الخطباء المعروفين في المنطقة من هذه البلدة (بلدة الحلة)، والتي احتضنت منذ القدم مجموعة من المشايخ والخطباء المعروفين، كالشيخ عقيل المدفون في هذا المكان.
إن خطيب الحلة سماحة الملا حسن آل باقر قد أفاد المجتمع من خلال ارتقائه أعواد المنبر، عبر توجيهاته الدينية، وتوضيح المسائل الشرعية، وربط الناس بفكر ومنهج أهل البيت ، وهي من الأعمال الضرورية والجليلة التي يثاب عليها الإنسان المؤمن.
سائلين المولى عز وجل أن يوفقه للمزيد من العطاء في مختلف المجالات، وأن يطيل في عمره، ويكثر من أمثاله، إنه سميع مجيب الدعاء .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين .

ــــــــــــــ
الهوامش:
1 ـ الوسائل، ج 14، ص 597، رقم 19891.
2 ـ الوسائل، ج 14، ص 598، رقم 19895 .