ما أحوج الإنسان في هذا العصر وفي كل عصر أن يقرأ بتمعن كتب السير والتراجم لتكون له نيراساً يسير عليها خصوصاً إذا كانت هذه السيرة سيرة منقذ البشرية الرسول الأعظم ، الذي أنقذ البشرية جمعاء من براثن الجهل والذل والعبودية، وانطلق بالبشرية إلى رحاب العقيدة الربانية الخلاقة لبناء حضارة الإنسان العالمية .
وبين يدي كتاب جديد بعنوان ( أخلاقيات الرسول الأعظم ) وهو من تأليف الباحث الإسلامي القدير الشيخ عبدالله بن أحمد اليوسف، الذي لا يزال يردف المكتبة الإسلامية بكتاباته النافعة، وقد أصدر كتابه القيم في هذه السنة 1426هـ ـ 2005م في طبعته الأولى عن دار القارئ للطباعة والنشر والتوزيع، ويقع هذا الكتاب في 128 صفحة من القطع المتوسط، وقد أردفه بمقدمة جذابة كمدخل لهذا الكتاب الذي أتحفنا به الشيخ كمصدر من المصادر الإسلامية الجديدة المفيدة .
وقد قسّم كتابه إلى أربعة فصول هي :
1ـ أخلاقيات الرسول في التعامل والسلوك .
2ـ أخلاقيات الرسول في التعامل مع الشباب .
3ـ أخلاقيات الرسول في تربية الأطفال .
4ـ أخلاقيات الرسول في العمل الإسلامي .
وقد حاول المؤلف الكريم أن يجمع بين السرد التأريخي، والكتابة الحديثة، وذلك بالإيجاز والمنهجية الرائعة، وسهولة الأسلوب، وبراعة انتقاء الروايات من المصادر الإسلامية المعتمدة عند المسلمين .
ومن المفيد أيضاً في هذا الكتاب أحببت أن أشير إليه، وهو حسن اختيار الفصول بما يتناسب وسيرة الرسول الأعظم في طريقة التعامل مع الناس والشباب والأطفال والمجتمع الإسلامي وغيره من المجتمعات الأخرى حيث كلها تنسجم وروح التشريع الإسلامي الأصيل .
وفي رأيي أننا بحاجة ماسة لقراءة التاريخ من واقعه ومن خلال العظماء أمثال الرسول وأهل بيته الكرام لنستفيد الدروس والعبر، وننطلق في حياتنا إلى ما هو أفضل في سبيل البناء والنماء .
وفي ختام حديثي أشكر سماحة الشيخ اليوسف على تقديمه نبي الإسلام بهذه الصورة المشرقة، ونتمنى له المزيد من العطاء والإنتاج الثر في خدمة العقيدة والمبدأ، والحمد لله رب العالمين .