غلاف كتاب: الإمام الحسين (ع) ونهج التسامح، ط. 1، 1440هـ - 2018م
|
صدر عن (مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات) التابع للعتبة العباسية المقدسة في مدينة كربلاء المقدسة بالعراق كتاب جديد لسماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف بعنوان: (الإمام الحسين ونهج التسامح) الطبعة الأولى 1440هـ - 2018م، وعدد صفحاته 216 صفحة من الحجم الكبير.
وافتتح الكتاب بكلمة من الناشر جاء فيها ما نصه:
تعد القراءة روح الحضارة ومفتاحها كونها تحافظ على العقل وتجعله سليماً ونشطاً، فضلاً عن أنها تحفظ أوقاتنا من الضياع وخاصة ونحن نعيش في زمن يحتفي بالصورة على حساب الكلمة، بمعنى أن القراءة غذاء للروح، بل ونجدها تقربنا من الله سبحانه وتعالى؛ بوصفها طريقاً للجنة، وخاصة إن كان الكتاب يمتلك مقومات هويتنا العربية الإسلامية، لمكانتها العظيمة في الإسلام بعد أن كانت كلمة ﴿اقْرَأْ﴾ أول كلمة أنزلت على الرسول الكريم نبي الرحمة محمد بن عبدالله في قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ مثلما أكد الله تعالى على الكتاب وأقسم به لرفعته ولأهميته في قوله تعالى: ﴿وَالطُّورِ ﴿52/1﴾ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ ﴿52/2﴾ فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ ﴿52/3﴾.
وتأسيساً على أهمية القراءة وأهمية الكتاب اهتم قسم النشر أحد أقسام مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات التابع للعتبة العباسية المقدسة، باستقطاب الباحثين المتميزين والأقلام العلمية الرصينة والمشاريع البحثية ذات الصفة الأكاديمية والفكرية التي تنسجم مع أهداف المركز وخططه الاستراتيجية المستقبلية الطامحة باتجاه العالمية، وخدمة للقراء المتخصصين.
ومن هنا يسر قسم النشر الاحتفاء بالمطبوع الذي نحن بصدد نشره وتسويقه من مركز العميد الدولي، هو أحد العنوانات المهمة والموسوم بـ (الإمام الحسين ونهج التسامح) للباحث الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف دام توفيقه من السعودية .. وهو كتاب يسلط فيه مؤلفه الضوء على أهمية دراسة فكرة التسامح الأخلاقي والإنساني في ضوء منهج أحد أئمة آل الرسول الكريم محمد وريحانة رسول الله وسبطه وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي الإمام المعصوم وما يمتلكه من شخصية عظيمة ومقام رفيع وسيرة عطرة ممتلئة بالصبر والحلم والرحمة والتواضع والعطاء، ولا يخفى أن العفو والتسامح من خُلق الأئمة المعصومين الذين جُبلوا على المكارم وحسن التصرف مع من أراد الإساءة إليهم أو النيل منهم، فهم كالجبال لا تهزهم الرياح مهما عتت لما يحملونه من شرف عظيم أسبغه عليهم الله تعالى على لسان رسوله الكريم بجعلهم عِدل القرآن الكريم في حديث الثقلين، وسمّاهم سفن نجاة الأمة، وبما حباهم الله تعالى من العلم والمعرفة والشجاعة والعلم والزهد والخلق العظيم ما يجعلهم يربؤون بأنفسهم عن الخوض في الأمور التي تصدر عن السفهاء بالرد على الإساءة أو الحقد على من يحمل في قلبه الكراهية والبغضاء لهم بل يسامحون المسيء ويعفون عن المخطئ لأنهم جبلوا على حب الخير وهو ما جسده الإمام الحسين يوم الطف ببكائه على أعدائه، ودعائه لهم بالهداية على الرغم مما أعدوه له من عدة لقتله وقتل أصحابه بوحشية، وسبي نسائه وأطفاله، ذلك لأن التسامح في نفسه سجيّة وجِبِلّه، وستكشف صفحات هذا الكتاب عن صور مشرقة لملامح التسامح في حياة الإمام الحسين الشهيد .
وبعد كلمة الناشر تأتي مقدمة المؤلف (سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف) الذي جاء فيها ما نصه:
يعتبر التسامح فضيلة وقيمة مهمة من القيم والفضائل التي حثّ عليها الإسلام، ودعا إلى التحلي بها، وأمر أتباعه بالتخلق بالسماحة والعفو والصفح والرحمة والرأفة والرفق في التعامل والسلوك، وأوصى بالإحسان والبر إلى جميع فئات ومكونات المجتمع حتى يعيش الجميع في أمن وأمان وسلام واستقرار وتعاون ومحبة وانسجام.
ومجتمعنا اليوم بحاجة ماسة وشديدة إلى روح التسامح الفعّال والتعايش الإيجابي بين مختلف المكونات الدينية والمذهبية والفكرية والثقافية المكونة لكيان المجتمع وإطاره العام.
وقد أصبح الحديث عن التسامح ووجوب ترسيخه في المجتمع الإسلامي من الأمور المهمة للغاية لبناء السلام والتعايش بين مختلف المكونات المجتمعية، خصوصاً مع انتشار ظاهرة الإرهاب والتشدد والتطرف والإقصاء والتهميش المنتشرة في العديد من البلدان الإسلامية.
وتعد دراسة منهج الإمام الحسين في التسامح أكثر من ضروري، لما ترمز إليه شخصيته من مكانة وتراث وفكر ومنهج متميز.
إن شخصية الإمام الحسين بن علي شخصية عظيمة ومتميزة وكاملة، وله مقام رفيع، وشأن عظيم، فهو سبط رسول الله وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة، وسفينة النجاة، ومصباح الهدى، والعروة الوثقى، والشهيد الخالد على مرّ الزمان والمكان.
والحديث عن شخصيته ومكانته وفضله ومناقبه يطول ويطول؛ ولكننا في هذا الكتاب سنقتصر فيه على بحث جانب واحد من شخصيته العظيمة وهو نهجه ومنهاجه في التسامح، وتعامله الأخلاقي والإنساني الرفيع؛ وهذا الجانب من شخصيته العظيمة لم يحُظَ بالاهتمام الكافي، ولم يسلط عليه الأضواء كما في جوانب أخرى من شخصيته وسيرته المباركة.
بدأ المؤلف هذه الدراسة بعد المقدمة بالحديث عن منهج الدراسة الذي اتبعه الباحث في دراسته، وقد قسم الباحث الكتاب إلى خمسة فصول وخاتمة.
وقد بدأ الدراسة في فصلها الأول بإلقاء الضوء على منهج التسامح لغوياَ واصطلاحاً مروراً بالحديث عن التسامح في القرآن الكريم والسنة الشريفة، وختم هذا الفصل بتوضيح معنى التسامح.
وفي الفصل الثاني والمعنون بــ (جذور التسامح في الإسلام) تناول المؤلف بالبحث فيه عن أصول وقواعد وجذور التسامح في الإسلام.
أما الفصل الثالث والذي جاء موسوماً بــ (الإمام الحسين وأخلاقيات التسامح) فقد تم التطرق فيه إلى أخلاقيات الإمام الحسين المرتبطة بالتسامح وهي: التواضع، والصبر، والحلم، والعفو والصفح، والرأفة، والرحمة، والإحسان والكرم.
وفي الفصل الرابع والذي جاء بعنوان (الإمام الحسين وأقسام التسامح) سلط فيه المؤلف الأضواء على أقسام التسامح، والاستدلال على كل قسم بما ورد عن سيرة الإمام الحسين ومنهجه في التسامح في كل أقسامه وأبعاده.
أما الفصل الخامس والأخير فكان عنوانه (الحاجة إلى التسامح) إذ يجب الاقتداء بأخلاقيات الإمام الحسين والتأسي به، باعتباره القدوة الحسنة، وبيان الحاجة الماسة في عصرنا للتسامح المذهبي والديني والفكري والسياسي حتى تنعم مجتمعاتنا الإسلامية بالأمن والأمان والاستقرار والسلام والتعايش والتسامح.
وأنهى المؤلف هذه الدراسة بخاتمة عبارة عن نتائج وتوصيات الدراسة التي توصل إليها الباحث من خلال تناوله لقيمة وفضيلة التسامح.
أوضح المؤلف (سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف) أهمية دراسة (التسامح عند الإمام الحسين ) من عدة أبعاد وجوانب مهمة، وقد أشار إلى أبرزها في النقاط التالية:
1- أهمية إعلاء قيمة وثقافة التسامح من خلال الارتكاز على النصوص الدينية، وسيرة المعصومين ، وتحديداً سيرة الإمام الحسين بن علي الأخلاقية والإنسانية.
2- إبراز الجانب الأخلاقي والقيمي والتربوي والسلوكي في حياة وسيرة الإمام الحسين وتعريف الأجيال المعاصرة والقادمة بهذا الجانب المهم من سيرة الإمام ، لما للإمام الحسين من موقعية خاصة في الوجدان الشعبي، ولما يتركه ذلك من أثر في تحفيز العمل بقيم التسامح.
3- حاجة المجتمعات الإنسانية إلى ثقافة التسامح الفعال والتعايش الإيجابي، ومواجهة ثقافة الكراهية والتطرف والعنف.
4- التأكيد على إنسانية الإسلام، وأنه دين يدعو إلى التسامح والانفتاح والاعتدال والتعقل والسلام.
5- تزكية النفس وتهذيبها من خلال التحلي بأخلاقيات التسامح، والتجمل بآداب وقيم ومناقبيات الإسلام العظيمة.
أشار المؤلف إلى أنه يهدف من هذه الدراسة إلى تحقيق عدة أهداف رئيسة، أبرزها ما يلي:
1- بيان أن الإسلام يدعو ويشجع ويحث على التسامح والعفو والصفح والإحسان والحلم والرفق والرحمة .... وغيرها من الصفات الأخلاقية الدالة على ثقافة التسامح مع الذات والآخر.
2- بيان السيرة الأخلاقية والإنسانية الرفيعة للإمام الحسين بصورة مفصلة وتحليلية، من أجل التأسي والاقتداء به، خصوصاً في هذا العصر الذي طغت فيه المادية على كل شيء، والحاجة إلى الاقتداء بالإمام الحسين في السلوك الأخلاقي الراقي، وتربية الذات على التخلق بأخلاق التسامح والتعايش الإيجابي.
3- توضيح أن التسامح لا يقتصر على جانب معين من جوانب شؤون الحياة، بل يشمل كل الجوانب والأبعاد، كما أنه حاجة إنسانية مستمرة، لا تختص بزمان دون زمان، أو مكان دون مكان، أو جماعة دون أخرى، أو طائفة دون الطوائف الأخرى.
4- السعي نحو إشاعة ثقافة التسامح الإيجابي في المجتمع، وتعزيز روح التسامح بين المكونات الاجتماعية المختلفة، والتحلي بروح التعاون والتآلف والتكامل مع الآخرين.
5- إن شخصية الإمام الحسين شخصية متميزة من جميع الأبعاد، ويجب عدم اختصارها في بعد واحد، فهناك العديد من الجوانب بحاجة للتركيز عليها، كنهجه الأخلاقي ونهجه الإنساني المتسامح والراقي والرفيع.
6- الاستفادة من السيرة المباركة للإمام الحسين في نشر ثقافة التسامح في واقعنا المعاصر، سواء على الصعيد الفردي أم على الصعيد الاجتماعي، أم على المستوى الجماعي كمجتمعات إنسانية متعددة الأديان والمذاهب والمدارس الفكرية، ومتنوعة الأعراق والأجناس والثقافات؛ حيث بات من الضروري للغاية الاهتمام بنشر ثقافة التسامح والتعايش بين الناس، ونبذ التعصب والتطرف والتشدد.