غلاف كتاب: الشخصية الناجحة، ط. الخامسة، 1443هـ - 2021م
|
صدر عن دار ريادة للنشر والتوزيع في جدة كتاب: « الشخصية الناجحة » لسماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف، الطبعة الخامسة 1443هـ - 2021م، ويقع في 273 صفحة من الحجم الوزيري.
وقد قدّم لهذا الكتاب الدكتور/ رشاد علي عبد العزيز موسى من جمهورية مصر، وكان أستاذاً في جامعة الملك فيصل بالأحساء (دكتوراة الفلسفة في علم النفس من كلية الدراسات النفسية بإنجلترا، رئيس قسم الصحة النفسية سابقاً بجامعة الأزهر، له مؤلفات عديدة في سيكولوجية التدين، والفروق بين الجنسين، وسيكولوجية المرض النفسي والعقلي)، وقد بدأ تقديمه قائلاً:
«مما لا شك فيه أن الشخصية الناجحة لابد أن تتسم بكوكبة معينة من الخصائص والسمات النفسية حتى تساعدها على التفوق والنجاح في مجالات وميادين الحياة المختلفة. والشخصية الناجحة غنية في جوهرها ومضمونها بما تحمله من خصائص نفسية سوية. ومن أهم هذه الخصائص: الثقة، والاتزان الانفعالي، والنضج النفسي، والقدرة على اتّخاذ القرار، والمبادأة، والطموح، والإنجاز المرتفع، والتعاون، والمثابرة، والقدرة على التحمل، والمرونة، والتدين، وغيرها من السمات السوية».
ويضيف: «ومن الملامح الرئيسة التي تتميز بها الشخصية الناجحة الثقافة وسعة الاطلاع على شتّى العلوم الإنسانية المختلفة، لأنّ الثقافة تؤثر على نمو الشخصية وتكوينها تأثيراً واضحاً، وتجعلها أكثر خصوبة ونماءً».
وتابع: «كما أن الشخصية الناجحة هي الشخصية القادرة على العمل والإنتاجية، والمشاركة الفعَّالة في تطوير مجتمعها وتنميته .. لذا فإن معيار الشخصية الناجحة هو العمل الدّؤوب المثمر الذي يمكن من خلاله أن يتمتع المجتمع بإنجازات هذا العمل».
وقال: «بالإضافة إلى ذلك، فإن وكالات التنشئة الاجتماعية المختلفة مثل: الأسرة والأقران ووسائل الإعلام المختلفة تلعب دوراً كبيراً في تشكيل الشخصية من حيث اكتمالها أو نقصانها».
وأكد على دور الأسرة في التنشئة، قائلاً: «يجب التركيز على الأسرة وتوفير المناخات الصحية لها حتى تقوم بمهامها في إعداد النشء والشخصيات الناجحة، لأنه بدون الأسرة الناجحة لا يمكن تخريج شخصيات ناجحة، فالأسرة هي المصنع الذي تتم فيه صناعة الشخصيات، ووفقاً لجودة الأسرة تكون جودة بضاعتها».
وختم الدكتور رشاد تقديمه للكتاب قائلاً: «ومؤلف هذا الكتاب .. الذي بين يديك -عزيزي القارئ- ما هو إلاّ نموذجٌ جيدٌ للشخصية الناجحة، حيث إن المؤلف جدّ وكدح في تخريج هذا الكتاب بصورته القيمة، شارحاً معايير الشخصية الناجحة، ونتمنى من اللَّه العلي القدير أن ينتفع بهذا الكتاب كل من يقرأه. وهذا الكتاب هو إضافة طيبة للمكتبة العربية يفيد كل من يبحث عن معايير الشخصية الناجحة».
وقد جاء في مقدمة المؤلف للكتاب في طبعته الثانية ما نصه:
«يشكل بناء الإنسان المنطلق الرئيس لأية عملية حضارية ناجحة، ولذلك تركز الرسالات السماوية على بناء الكائن البشري باعتباره المخلوق الذي كرمه اللَّه عزّ وجلّ على سائر المخلوقات الأخرى ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ [سورة الإسراء: 70] بل وجعله المستخلف على الأرض ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [سورة البقرة: 30].
ومن هنا .. فإن على الإنسان تقع مسؤولية تعمير الكون، وتشييد الحضارة، ولذا، فإن الخطوة الأولى نحو تحقيق تلك الأهداف الخيرة هو بناء الإنسان لذاته، لأنه بدون ذلك البناء، لا يمكن أن يقوم أي بناء آخر.
وأعتقد جازماً بأن التخلف الحضاري الذي نعايشه اليوم كأمة إسلامية، إنما ينبع من تخلف أبنائها، ولا سبيل للتقدم الحضاري إلا ببناء ( الإنسان ) أولاً بناءً حضارياً محكماً وواعياً.
وهذا الكتاب الذي يرقد بين أناملك -عزيزي القارئ- ما هو إلاّ محاولة متواضعة لمساعدة الإنسان على بناء ذاته بذاته، إذ أنّه يحتوي على معايير الشخصية الناجحة، ومقومات النجاح وقواعده وأسسه وأسراره ومتطلباته ولوازمه الأساسية.
وإذ يسرني أن أقدم هذا الكتاب للطبعة الثانية، بعد أن نفدت نسخه الأولى في فترة زمنية قياسية حيث تلقفته الأيدي منذ أن رأى النور، فإني أرجو أن أكون قد قدمت للمكتبة العربية شيئاً مفيداً ونافعاً.
وقد اعتمدتُ في كتابي هذا على لغة الجمهور المفهومة للجميع متجنباً الألفاظ الصعبة والعبارات المطلسمة. ومبتعداً كذلك عن الدراسات السيكولوجية المعقدة والنظرية البحتة ( الأكاديمية )، لأن هذا قد لا يفيد إلاّ دارس علم النفس؛ بيد أن ما يفيد المتخصص في علم النفس، قد لا يخدم غير المتخصص فيه، وهذا الكتاب إنما وضع لجميع الناس، مستفيداً من فهمي للواقع ومدعماً الأفكار الواردة فيه بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة مع شيء من الأدب والحكم والشعر والطرائف والقصص، ولذلك فبالرغم من أن هذا الكتاب يصنف ضمن الحقل النفسي إلاّ أنّه يحتوي من كل شيء شيئاً».
وقد قسّم المؤلف هذا الكتاب إلى ستة فصول رئيسة، وهي:
الفصل الأول: مقومات النجاح.
الفصل الثاني: قواعد النجاح.
الفصل الثالث: عوامل النجاح الاجتماعي.
الفصل الرابع: الصحة والنجاح.
الفصل الخامس: الثقافة والنجاح.
الفصل السادس: النجاح والفشل.
والجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو الأكثر انتشاراً ومبيعاً من بين كتب سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف، وقد كُتب في عام 1412هـ - 1992م، وقد صدرت الطبعة الأولى منه في عام 1413هـ - 1992م، وطبع في مطبعة الرضا بالدمام، ويقع في 240 صفحـة من الحجـم الكبـير. أما الطبعـة الثانيـة فقد صدرت عن دار البيان العربي في بيروت عــام 1414 هـ - 1993م وكان عدد صفحاته 255 صفحة من الحجم الكبير. وقد صدر في طبعة ثالثة عام 1422 هـ - 2001 م عن دار المحجة البيضاء بمدينة بيروت - لبنان، وعدد صفحاته 273 صفحة من الحجم الكبير. وصدر أيضاً في طبعة رابعة عن نفس الدار عام 1429هـ - 2008م في بيروت.