الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة (أرشيف)
|
قال الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 2 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 17 أكتوبر 2023م أن العائلة نعمة عظيمة في حياة الإنسان، وعليه شكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه، والسعي للحفاظ عليها، وتقوية التماسك واللحمة بين أفرادها؛ ويتحقق ذلك بالعناية الفائقة بالعائلة، وتوفير جميع المستلزمات والاحتياجات النفسية والمعنوية والمادية لها، وإدارة العائلة بحكمة واتزان، والمعاشرة بالجميل، والتعامل بأخلاق راقية، حتى تعيش العائلة بكرامة وسعادة وراحة واطمئنان.
وأضاف: تأتي أهمية العائلة من أنها المأوى والمسكن لكل فرد من أفرادها، وهي مركز الأمان والحنان العائلي، وهي الحضن الدافئ الذي يحمي الإنسان عند تعرضه لأي ظروف أو مصاعب أو متاعب في حياته الخاصة أو العامة.
وبيَّن أن على كل فرد – وخصوصاً رب الأسرة - السعي الجاد للعناية بكل فرد من أفراد العائلة، فالأب عليه بذل الجهد في طلب الرزق الحلال، والعناية بأولاده من جميع النواحي والأبعاد، والحفاظ عليهم من الضياع والانحراف؛ والأم عليها العناية بتربية أولادها، وتوفير الأجواء المناسبة والهادئة في المنزل، وتدبير شؤون المنزل؛ وأما الأولاد فعليهم مساعدة والديهم بقدر ما يستطيعون، والإحسان إليهما، والبر بهما، وعدم الانشغال عنهما، والمساهمة في توفير شؤون وحاجات العائلة.
وأوضح أن للعناية بالعائلة مصاديق متعددة، ومنها: التعامل بلطف وأخلاق رفيعة مع أفراد العائلة، وتجنب الأخلاق السيئة معهم، إذ أن من كمال الإيمان حسن الخُلُق مع أفراد الأسرة والعائلة؛ كما أن التعامل برفق ورحمة وتجنب الخشونة والشدة أمر مطلوب في التعامل مع العائلة؛ فالأخلاق الحسنة مع الأهل توجب السعادة ويطيب العيش في المنزل.
وقال الشيخ اليوسف: في مقابل العناية بالعائلة والحفاظ عليها والاهتمام بشؤونها، وتوفير احتياجاتها ومستلزماتها؛ يوجد قسم من الناس يتصفون بالإهمال وعدم تحمل الممسؤولية العائلية، فلا يقومون بواجباتهم الشرعية تجاه عوائلهم، ولا يلتفتون إلى المسؤوليات الملقاة على كواهلهم، ويتركون العائلة من دون حماية ولا اهتمام مما يؤدي إلى ضياعها؛ وقد يتسبب ذلك في انحراف بعض أفرادها.
وبيَّن ضرورة الاهتمام بالأمور التي تؤدي إلى تنمية روح السعادة في العائلة، وتقوية الأواصر بين أفرادها، من قبيل: الجلسات العائلية: فالجلوس مع العائلة، وتناول أطراف الحديث بين أفرادها، يخلق جواً من الثقة والراحة والاطمئنان والتفاهم والقدرة على التحاور بين أفراد العائلة والأسرة.
وأبدى أسفه لما يقوم به البعض من الحرص الشديد على الجلوس مع أصدقائه وأصحابه، بينما لا يعطي أي اهتمام بالجلوس مع عائلته وأسرته، ويسهر إلى وقت متأخر مع أصدقائه ولا يخصص جزءاً من وقته لأسرته، وهذا من الأخطاء التي تؤدي إلى حدوث مشاكل في العائلة، واتساع التباعد العاطفي بين أعضاء الأسرة.
وأضاف: أن الأكل على مائدة واحدة أمر في غاية الأهمية لتعزيز روح التآلف والانسجام النفسي والعاطفي بين أعضائها؛ وأما إذا أكل كل شخص لوحده، فإنه ينفصل عاطفياً ويبتعد نفسياً عن بقية أعضاء الأسرة، ولا يخفى ما لذلك من آثار سيئة على الأسرة، ويضعف من التفاعل الإيجابي بينها.
ودعا إلى الرحلات والسفرات العائلية وتبادل الهدايا بين أفراد العائلة؛ لأنها تقوي الألفة والانسجام والمودة بين أفراد الأسرة.
وأكد في نهاية خطبته على أهمية التخطيط الجيد للارتقاء بمستوى الأسرة علمياً ومعيشياً، وأن ذلك هو السبيل الأفضل نحو التقدم والتميز لجميع أفراد العائلة.