أودع الله سبحانه وتعالى في الكائن الإنساني الكثير من الشهوات والغرائز والميول، لكن أقواها غريزة الجنس، فهذه الغريزة القوية تكمن فيها سر الحياة، واستمرار النسل البشري على وجه الأرض. فالجنس طاقة تمد الحياة بالاستمرار، لكن يجب تصريفها في المسار الحلال وهو لا يكون إلا عن طريق الزواج، وفي غير ذلك ستتحول الطاقة الجنسية إلى معول هدم اجتماعي، وتدمير كيان الأسرة.

ويشكل الجنس في حياة الشباب هاجساً دائماً، وضاغطاً قوياً، ولأجل ذلك يسعون لإشباع هذه الغريزة الجنسية المتوقدة في مرحلة المراهقة وبدايات الشباب، وهو ما قد ينتج عنه بعض الانحرافات الجنسية، وربما أدى ذلك إلى الإصابة بالأمراض الجنسية المزمنة والخطيرة.

ولأن الإسلام دين الفطرة والعقل، فقد شرع الزواج والنكاح لإشباع الغريزة الجنسية، وأي مسار آخر كالعلاقات الجنسية من خارج إطار الزواج، أو ممارسة العادة السرية، أو الاكتفاء بالشذوذ الجنسي، يعد محرماً لأنه تصرف بخلاف ما تدعو إليه الفطرة والعقل والمنطق.

وكما أن الفوضى الجنسية لها أضرارها الجسيمة على الفرد والمجتمع، كذلك الكبت الجنسي لا يقل ضرراً عن ذلك، والحل يكمن في التشجيع على الزواج المبكر.

والمؤسف حقاً هو انتشار العلاقات الجنسية المحرمة في كل مكان بسبب تهييج الشهوات وإغراء الشباب من خلال ما تبثه القنوات الفضائية الإباحية وشبه الإباحية، ومواقع الإنترنت التي تدعو للرذيلة، وتبادل الأفلام الجنسية من خلال وسائل الاتصال وغيرها، مما شَجَّع على انتشار الانحرافات الجنسية بين المراهقين والشباب.

ولمواجهة كل ذلك يجب تشجيع الزواج المبكر، ودعم الشباب للقيام بذلك، والقضاء على العنوسة من الطرفين، وتسهيل أمور الزواج ليكون ميسراً أمام الجميع.

وهذا الكتاب هو خلاصة حوار صريح أجراه مع المؤلف موقع ( شبكة الرميلة الثقافية ) وكان بعنوان ( الجنس في حياة الشباب )، وقد استمر لمدة شهر. وتناول هذا الحوار الشفاف والصريح مجموعة من القضايا والمسائل الجنسية التي تهم شريحة الشباب والفتيات، والتي تشتمل على المحاور التالية:

 ـ الثقافة الجنسية.
ـ التربية الجنسية للأطفال.
3 ـ مواجهة المغريات الجنسية.
4 ـ العلاقة بين الجنسين.
5ـ تصرفات خاطئة أثناء الزفاف.
6 ـ الزواج المبكر.
7 ـ رجال بمواصفات الجنس الناعم.
8 ـ العادة السرية.
9ـ فاحشة اللواط.

ويجيب هذا الكتاب على تساؤلات عند شريحة من الشباب والفتيات في الحقل الجنسي بصورة واضحة وشفافة، وبلغة معاصرة مفهومة