|
|
يتطلع الناس في كل زمان ومكان إلى المنقذ والمصلح الذي يخلصهم من الظلم والعدوان، وينقذهم من شرور الأشرار، ومن قمع الطغاة والجبابرة، وينقلهم إلى رحاب العدل والإحسان، وينشر في ربوع الأرض كلها الأمن والسلام والاطمئنان.
هذا المنقذ والمصلح والقائد هو الإمام المهدي المنتظر الذي سيخرج في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما مُلئت ظلماً وجوراً، وقد أجمع المسلمون على هذه الحقيقة التي أخبر بها رسول الإسلام محمد بن عبدالله في روايات متواترة ومتكاثرة، حتى أصبح الإيمان بالإمام المهدي جزءاً لا يتجزأ من معتقدات المسلمين، وإن اختلفوا في ولادته أو عدمها، وبعض مواصفاته الشخصية، أو قدراته، لكن لا يوجد خلاف بين المسلمين على حتمية ظهوره في آخر الزمان.
ويهدف هذا الكتاب الموجز عن الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، إلى بيان دلالات ومعطيات ومستلزمات الاعتقاد بوجود الإمام المهدي، وتوضيح واجبات ومسؤوليات المكلفين في عصر الغيبة تجاه الإمام المهدي، وشرح معاني وأنواع ومتطلبات الانتظار الايجابي.