معنى لو علم أبو ذر مافي قلب سلمان لقتله
أبو علي - الحلة - 07/07/2005م
ما معنى قول النبي (ص) :لو علم أبو ذر مافي قلب سلمان لقتله؟
الإجابة:
توجد تفسيرات عديدة لهذا الحديث والذي هو من أخبار الآحاد ،فقد فسره المولى محمد صالح المازندراني في كتابه (شرح أصول الكافي) بقوله:المراد بما في قلب سلمان العلوم والأسرار ومنشأ القتل هو الحسد والعناد ، وفيه مبالغة على التقية من الإخوان فضلا عن أهل الظلم والعدوان ، فان قلت : هل فيه لوم لأبي ذر ؟ قلت : لا لأن المقصود في مواضع استعمال " لو " هو أن عدم الجزاء مترتب على عدم الشرط ، وأما ثبوته فقد يكون محالا لابتنائه على ثبوت الشرط وثبوت الشرط قد يكون محالا عادة أو عقلا .
أما الشريف المرتضى فقد ذكر في كتابه (غرر الفوائد ودرر القلائد) بأن من أجود ما قيل في تأويله أن الهاء في قوله : ((لقتله)) راجعة إلى المطَّلِع لا إلى المطَّلَع عليه؛ كأنه أراد : أنه إذا اطَّلَع على ما في قلبه، وعِلم موافقة باطنه لظاهره، وشدة إخلاصه له اشتد ضنُّه ومحبته له، وتمسّكه بمودته ونُصرته، فقتله ذلك الضنّ والوُدّ، بمعنى أنه كاد يقتله، كما يقولون: فلان يهوَى غيره، وتشتد محبته له حتى إنه قد قتله حبه وأتلف نفسَه، وما جرى مجرى هذا من الألفاظ وتكون فائدة هذا الخبر حسن الثناء من النبي على الرجليْن، وأنه آخى بينهما وباطنُهما كظاهرهما، وسرُّهما في النقاء والصفاء كعلانيتهما؛ حتى لو أن أحدهما اطّلع على ما في قلب الآخر لأعجب به، وكاد يقتله محبة له، وضنّا به؛ وهذا أشبه بمنزلة الرجلين في نفوسِهما وعن النبي ، وألْيقُ بأن يكون مدحاً وتقريظاً؛ وذلك الوجهُ الآخر يقتضي غاية الذم ونهاية الوصف بالنفاق، وسوء الدخيلة لأن من يُظهر جميلاً ـ ولو اطُّلع على باطنه لاستحل دمه ـ هو عين المنافق المداهن.
فأما تأويل هذه اللفظة وحملُها على العلم فغير مرضيّ، لأن المطلع على ما في قلب غيره لا يكون إلا عالماً بما اطّلع عليه. وأي معنى للفظة ((قتله)) في هذا الموضع ! وهل ذلك إلا تكرير؛ ومما لا فائدة فيه!
فأما حمله على أنه كدَّ خاطره، وقسم فكره فكاد يقتله فممَّا المسألة عنه قائمة. ولم يكون مثل كل واحد من هذين الرجلين متى اطَّلع على قلب صاحبه كدَّ خاطره وأتعب قلبه، حتى كاد يقتله، لولا أنه يطَّلع على سوء ومكر! وهذا هو النفاق الذي ننزِّه الرجلين عنه؛ ولا يليق بهما، ولا بالنبي أن يصفهما به.
أما الشريف المرتضى فقد ذكر في كتابه (غرر الفوائد ودرر القلائد) بأن من أجود ما قيل في تأويله أن الهاء في قوله : ((لقتله)) راجعة إلى المطَّلِع لا إلى المطَّلَع عليه؛ كأنه أراد : أنه إذا اطَّلَع على ما في قلبه، وعِلم موافقة باطنه لظاهره، وشدة إخلاصه له اشتد ضنُّه ومحبته له، وتمسّكه بمودته ونُصرته، فقتله ذلك الضنّ والوُدّ، بمعنى أنه كاد يقتله، كما يقولون: فلان يهوَى غيره، وتشتد محبته له حتى إنه قد قتله حبه وأتلف نفسَه، وما جرى مجرى هذا من الألفاظ وتكون فائدة هذا الخبر حسن الثناء من النبي على الرجليْن، وأنه آخى بينهما وباطنُهما كظاهرهما، وسرُّهما في النقاء والصفاء كعلانيتهما؛ حتى لو أن أحدهما اطّلع على ما في قلب الآخر لأعجب به، وكاد يقتله محبة له، وضنّا به؛ وهذا أشبه بمنزلة الرجلين في نفوسِهما وعن النبي ، وألْيقُ بأن يكون مدحاً وتقريظاً؛ وذلك الوجهُ الآخر يقتضي غاية الذم ونهاية الوصف بالنفاق، وسوء الدخيلة لأن من يُظهر جميلاً ـ ولو اطُّلع على باطنه لاستحل دمه ـ هو عين المنافق المداهن.
فأما تأويل هذه اللفظة وحملُها على العلم فغير مرضيّ، لأن المطلع على ما في قلب غيره لا يكون إلا عالماً بما اطّلع عليه. وأي معنى للفظة ((قتله)) في هذا الموضع ! وهل ذلك إلا تكرير؛ ومما لا فائدة فيه!
فأما حمله على أنه كدَّ خاطره، وقسم فكره فكاد يقتله فممَّا المسألة عنه قائمة. ولم يكون مثل كل واحد من هذين الرجلين متى اطَّلع على قلب صاحبه كدَّ خاطره وأتعب قلبه، حتى كاد يقتله، لولا أنه يطَّلع على سوء ومكر! وهذا هو النفاق الذي ننزِّه الرجلين عنه؛ ولا يليق بهما، ولا بالنبي أن يصفهما به.
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف