الحسد من الأمراض القلبية، ويقال للمصاب بالحسد بأن عيناً أصابته، وهو عين الحاسد، والحسد هو تمني زوال نعمة عن صاحبها وإن لم يردها لنفسه. والحسد مذموم، وصاحبه مصاب بالحقد والبغض والكره تجاه الآخرين، ويكون منبوذاً من الله ، ومن الناس.فقد ورد عن الإمام علي ( عليه السلام ) قوله : (ثمرة الحسد شقاء الدنيا والآخرة) وعنه ( عليه السلام )قال : ( من ترك الحسد كانت له المحبة عند الناس)1
ولا شك في حقيقة الحسد بنص القرآن الكريم، يقول تعالى: ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً)2 ويقول تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)3 .كما أنه ورد في السنة الشريفة الكثير من الروايات عن أن الحسد حقيقة وليس خرافة، كقول الرسول الأعظم : (أن العين حق )، وورد أنه( عليه السلام) كان يعوذ الحسن والحسين (عليهما السلام) بأن يقول : أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .
وروي أن ابني جعفر بن أبي طالب كانوا غلمانا بيضاء ، فقالت أسماء بنت عميس : يا رسول الله إن العين إليهم سريعة فاسترقي لهم من العين ، فقال (صلى الله عليه وآله) : نعم ، وروي أن جبرئيل (عليه السلام) رقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلمه الرقية ، وهي بسم الله ارقيك من كل عين حاسد ، الله يشفيك . وروي عنه (صلى الله عليه وآله) : أنه لو كان شئ يسبق القدر لسبقته العين ، وعنه (عليه السلام) : إن العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر ، وفي حديث آخر : إن أكثر أهل المقبرة من العين4.
وقال الإمام علي (عليه السلام): (الحسد شر الأمراض) وعنه (عليه السلام) أيضاً: (رأس الرذائل الحسد) ) وعنه (عليه السلام) أيضاً: (الحاسد يرى أن زوال النعمة عمن يحسده نعمة عليه) وعنه (عليه السلام) أيضاً: (الحسود أبدا عليل ) وعنه (عليه السلام) أيضاً: :( الحسود دائم السقم وإن كان صحيح الجسم)5
وهذا يدل على أن الحسد حقيقة موجودة وليس مجرد خرافة؛ لكن أحياناً يبالغ في الموضوع بحيث أن أي شخص يصاب بأي بمرض أو مشكلة يقال له : إن عيناً أصابته!
وللحسد نصيب وافر في الحكم والامثال العربية فيقال (عين الحسود ستبلى ‏ ‏بالعمى) و (عين الحسود فيها عود) و(يكفيك شر العين) وهذه اقوال لم تأت من فراغ ‏ ‏مثلها مثل الأمثال الشعبية وهي نتاج خبرات وتجارب الشعوب.
وعلاج الحسد يكون بتلاوة المعوذتين والحمد وآية الكرسي ، بالإضافة للأدعية المأثورة في هذا الموضوع كالتعويذات اليومية المذكورة في كتب الأدعية.


ــــــــــــــــ
الهوامش:
1-- ميزان الحكمة - محمدي الريشهري ج 1 ص 628 .
2- (النساء:54)
3- (الفلق:5)
4-- نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري ج 2 ص 361 .
5-- ميزان الحكمة - محمدي الريشهري ج 1 ص 628 .