مفهوم الكنز
عباس - صفوى - 07/07/2005م
ما هو مفهوم الكنز وحكمه لدى الفقهاء في قوله تعالى{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة34.هل المقصود بالآية الكنز الذي يجب فيه الخمس؟ وهل يختلف كنز المال عمليا عن الادخار ؟
الإجابة:
الآية الشريفة تشير إلى مانعي الزكاة من هذه الأمة، ممن توفرت شرائط وجوب الزكاة في أموالهم- من الذهب والفضة - ولم يدفعوها،فلهم عذاب مؤلم موجع يوم القيامة,لكن هذا لايمنع من أن يكون للآية مصاديق أخرى، كمن يجمع الأموال الطائلة بغير وجه شرعي، أو يكنز الأموال بما يؤثر على الدورة الاقتصادية مما يؤثر على عامة الناس-الاحتكار-، أو كالحكام الذين يجمعون الثروات الطائلة من بيت المال بينما يعيش الناس في فقر وعوز؛ ولذلك شهر أبو ذر الغفاري هذه الآية الشريفة في وجه معاوية وغيره ممن جمعوا الأموال الطائلة وبنوا القصور الضخمة؛ حتى نفي إلى الربذة ومات فيها غريباً1
عن أبي ذر قال أتيت رسول الله ( ص ) وهو في ظل الكعبة فلما رآني قد أقبلت قال هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة. قال: فدخلني غمّ و جعلت أتنفس وقلت هذا شيء حدث في. قال قلت: من هم فداك أبي وأمي؟ قال: الأكثرون إلا من قال بالمال في عباد الله هكذا وهكذا عن يمينه وشماله ومن خلفه وقليل ماهم (1). أي ينفق من ماله على عباد الله المحتاجين.
وكان أبو ذر الغفاري يغدو كل يوم وهو بالشام فينادي بأعلى صوته: بشر أهل الكنوز بكي في الجباه، وكي بالجنوب، وكي بالظهور أبداً حتى يتردد الحر في أجوافهم (2). وذلك إشارة لقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾(3) .
أما الكنز الذي يجب فيه الخمس فهو غريب عن دلالات الآية الشريفة ، إذ الكنز -بالمعنى المصطلح- الذي يجب فيه الخمس هو: المال المخبأ في الأرض، أو في الشجر، أوفي الجبل، أو في الحائط،فاكتشفه شخص، وكان بحيث يدعى كنزاً. ويجب فيه الخمس عندما يبلغ النصاب وهو:أقل نصابي الذهب والفضة مالية في وجوب الزكاة، ومن المعلوم أن نصاب الذهب هو خمسة عشر مثقالا صيرفياً، ونصاب الفضة هو مائة وخمسة مثاقيل.
أما الادخار بعد إخراج الحقوق الشرعية منه فلا يعد كنزا للمال، فقد ورد عن النبي قوله: (( كل مال تؤدي زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين، وكل مال لاتؤدي زكاته فهو كنز وإن كان فوق الأرض)) (4)
وروي عن النبي أيضاً أنه قال(( كل مالم تؤد زكاته فهو كنز و إن كان ظاهراً وكل مال أديت زكاته فليس بكنز وإان كان مدفوناً في الأرض )) (5) .
بقي أن نقول: إن النبي العظيم يرشدنا إلى أهمية كنز الأعمال الصالحة والاهتمام بها بدلاً من كنز الذهب والفضة ، إذ روى سالم بن أبي الجعد أن رسول الله لما نزلت هذه الآية قال: ((تباً للذهب تباً للفضة يكررها ثلاثاً فشق ذلك على أصحابه،فسأله عمر فقال يا رسول الله:أي المال نتخذ؟فقال:لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه)) (6) .
الهوامش:
1 - مجمع البيان في تفسير القرآن،الشيخ الطبرسي، ج5،ص41.
2 - تفسير نور الثقلين، الشيخ عبد علي الحويزي، ج3، ص111، رقم134.
3 - سورة التوبة: الآية35.
4- تفسير نور الثقلين، الشيخ عبد علي الحويزي، ج3، ص110، رقم130.
5- مجمع البيان في تفسير القرآن،ج5، ص40.
6 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن، ج5، ص40 .
عن أبي ذر قال أتيت رسول الله ( ص ) وهو في ظل الكعبة فلما رآني قد أقبلت قال هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب الكعبة. قال: فدخلني غمّ و جعلت أتنفس وقلت هذا شيء حدث في. قال قلت: من هم فداك أبي وأمي؟ قال: الأكثرون إلا من قال بالمال في عباد الله هكذا وهكذا عن يمينه وشماله ومن خلفه وقليل ماهم (1). أي ينفق من ماله على عباد الله المحتاجين.
وكان أبو ذر الغفاري يغدو كل يوم وهو بالشام فينادي بأعلى صوته: بشر أهل الكنوز بكي في الجباه، وكي بالجنوب، وكي بالظهور أبداً حتى يتردد الحر في أجوافهم (2). وذلك إشارة لقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾(3) .
أما الكنز الذي يجب فيه الخمس فهو غريب عن دلالات الآية الشريفة ، إذ الكنز -بالمعنى المصطلح- الذي يجب فيه الخمس هو: المال المخبأ في الأرض، أو في الشجر، أوفي الجبل، أو في الحائط،فاكتشفه شخص، وكان بحيث يدعى كنزاً. ويجب فيه الخمس عندما يبلغ النصاب وهو:أقل نصابي الذهب والفضة مالية في وجوب الزكاة، ومن المعلوم أن نصاب الذهب هو خمسة عشر مثقالا صيرفياً، ونصاب الفضة هو مائة وخمسة مثاقيل.
أما الادخار بعد إخراج الحقوق الشرعية منه فلا يعد كنزا للمال، فقد ورد عن النبي قوله: (( كل مال تؤدي زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين، وكل مال لاتؤدي زكاته فهو كنز وإن كان فوق الأرض)) (4)
وروي عن النبي أيضاً أنه قال(( كل مالم تؤد زكاته فهو كنز و إن كان ظاهراً وكل مال أديت زكاته فليس بكنز وإان كان مدفوناً في الأرض )) (5) .
بقي أن نقول: إن النبي العظيم يرشدنا إلى أهمية كنز الأعمال الصالحة والاهتمام بها بدلاً من كنز الذهب والفضة ، إذ روى سالم بن أبي الجعد أن رسول الله لما نزلت هذه الآية قال: ((تباً للذهب تباً للفضة يكررها ثلاثاً فشق ذلك على أصحابه،فسأله عمر فقال يا رسول الله:أي المال نتخذ؟فقال:لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه)) (6) .
الهوامش:
1 - مجمع البيان في تفسير القرآن،الشيخ الطبرسي، ج5،ص41.
2 - تفسير نور الثقلين، الشيخ عبد علي الحويزي، ج3، ص111، رقم134.
3 - سورة التوبة: الآية35.
4- تفسير نور الثقلين، الشيخ عبد علي الحويزي، ج3، ص110، رقم130.
5- مجمع البيان في تفسير القرآن،ج5، ص40.
6 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن، ج5، ص40 .
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف