نعم يوجد في القرآن الكريم بعض الألفاظ غير عربية الأصل كلفظة القسطاس في قوله تعالى: ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾الإسراء35، وكلفظة إستبرق في قوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ﴾الكهف31، وكلفظة سجيل في قوله تعالى: ﴿تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴾الفيل4، وغيرها من الألفاظ غير العربية.
والألفاظ غير العربية الموجودة في القرآن الكريم قليلة وليست كثيرة كما قلتم في سؤالكم، وهي من قبيل توافق اللغتين، أو أن الكل عربي على سبيل التغليب، أو أن المقصود أن القرآن الكريم عربي النظم والتركيب، فالقول بأن القرآن الكريم يناقض بعضه بعضا مردود عليه. أما قوله تعالى: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾الشعراء195 فمعناه في بعض التفاسير بلغة عربية فصيحة وبليغة ، وقد نزل القرآن بلغة أفصح العرب وهم قريش وإن كان فيه بعض لغات العرب الأخرى كلغة تميم ولغة الحجاز ولغة اليمن وغيرها.
ويمكن توجيه ذلك أيضاً: أن أحد معاني العربي هو ذو الفصاحة والبلاغة بقطع النظر عن كيفية لسانه، والمراد من الأعجمي هنا هو الكلام غير الفصيح وإن كان عربياً. فكلمة عربي قد يراد منها من ينتمي إلى العرب، وقد يقصد بها الكلام الفصيح. أما كلمة أعجمي فقد يراد منها من ينتمي إلى غير العرب وقد يراد بها الكلام غير الفصيح.