اختيار الهداية
محمد السماعيل - السعودية / الأحساء - 20/06/2011م
في آخر الآية 16 من سورة الحج { وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ } هل المقصود من يريد الهداية أو من يريد الله هدايته ؟
الإجابة:
لكي نفهم المقصود من الآية الشريفة نحتاج أن نقرأ بداية الآية الشريفة: ﴿وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾الضمير في﴿ أَنزَلْنَاهُ﴾عائد للقرآن الكريم, وقوله﴿ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾أي واضحات, فمن اتبع كتابه, وعمل بآياته, فإن الله يهديه إلى طريق الحق والرشاد ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ ﴾ بمعنى إيصاله إلى الغاية المطلوبة, وهو اتباع القرآن الكريم, وهدايته إلى الحق, لكن الذي يقرر اتباع طريق الهداية أم طريق الضلال هو الإنسان نفسه, والله سبحانه وتعالى يهدي إلى الحق والسداد كل من طلب الهداية بكتابه الحكيم, وينير له الطريق بآياته البينات. أما من يفهم الآية الشريفة على أن الإنسان مجبر على الهدابة أو الضلال فهذا من خطأ الفهم, وهو ما تقول به المجبرة, وهو خلاف رؤية مذهب أهل البيت التي تقول:لا جبر ولا تفويض, بل أمر بين الأمرين.
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف