ورد في بعض الروايات أن المقصود من الأسماء هم الأئمة , وقد أشار العلامة الطباطبائي في الميزان إلى ذلك, إذ أورد ما جاء في كتاب المعاني عن الصادق : إن الله عز وجل علم آدم أسماء حججه كلها، ثم عرضهم وهم أرواح على الملائكة، ﴿فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾بأنكم أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم، فـ﴿قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ قال الله تبارك وتعالى: ﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ﴾ وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله عز ذكره، فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته، ثم غيبهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبتهم، وقال لهم:﴿ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾.
وجاء في التفسير المنسوب للإمام العسكري :قال: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا﴾أسماء أنبياء الله، وأسماء محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين،والطيبين من آلهما وأسماء خيار شيعتهم وعتاة أعدائهم ( ثم عرضهم-عرض محمدا وعليا والأئمة-على الملائكة ) أي عرض أشباحهم وهم أنوار في الأظلة. ﴿ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾ أن جميعكم تسبحون وتقدسون وأن ترككم ههنا أصلح من إيراد من بعدكم أي فكما لم تعرفوا غيب من [في] خلالكم فالحري أن لا تعرفوا الغيب الذي لم يكن،كما لا تعرفون أسماء أشخاص ترونها. قالت الملائكة: ﴿قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ ﴿ الْعَلِيمُ﴾ بكل شئ، ﴿الْحَكِيمُ ﴾ المصيب في كل فعل. قال الله عز وجل: ﴿ يَا آدَمُ ﴾ أنبئ هؤلاء الملائكة بأسمائهم:أسماء الأنبياء والأئمة فلما أنبأهم فعرفوها أخذ عليهم العهد، والميثاق بالإيمان بهم، والتفضيل لهم.
كما ورد غير ذلك, فعن أبي العباس قال: سألت الإمام الصادق عن قول الله: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ﴾، ماذا علمه؟ قال: الأرضين والجبال والشعاب والأودية ثم نظر إلى بساط تحته فقال: وهذا البساط مما علمه. وقيل: إنه علمه أسماء الملائكة وأسماء ذريته، عن الربيع، وقيل:إنه علمه ألقاب الأشياء ومعانيها وخواصها، وهو أن الفرس يصلح لماذا، والحمار يصلح لماذا، وهذا أبلغ لأن معاني الأشياء وخواصها لا تتغير بتغير الأزمنة والأوقات، وألقاب الأشياء تتغير على طول الزمان.
يقول العلامة المجلسي: الأظهر الحمل على المعنى الأعم، وما ذكر في خبر ابن محرز بيان لبعض أفراد المسميات وأشرفها وأرفعها.
ولا منافاة بين الروايات, إذ يمكن القول بأن الله تعالى قد علم آدم كل ما يحتاج إليه من الأسماء وأسرارها وكيفياتها وخواصها. والله العالم.