الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
صادق إبراهيم - القطيف - 11/10/2011م
يقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } لماذا تم تخصيص القلوب التي في الصدور مع إنه من بديهية الأمر أن يكون موضع القلب الصدر؟ وهل هناك أنواع للقلوب؟
الإجابة:
أجاب الشيخ الطبرسي صاحب كتاب تفسير مجمع البيان على هذا السؤال بقوله:﴿ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ من التوكيد الذي يورده العرب في الكلام، كقوله: ﴿عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ﴾ وقوله:﴿ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم ﴾، وقوله:﴿ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ﴾. وقيل إنه إنما ذكر ذلك لئلا يتوهم إلى غير معنى القلب نحو قلب النخلة، فيكون أنفى للبس بتجوز الاشتراك، وكذلك قوله:﴿ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم ﴾ لأن القول قد يكون بغير الفم. والمعنى: إن الأبصار وإن كانت عمياء، فلا تكون في الحقيقة كذلك، إذا كان أصحابها عارفين بالحق، وإنما يكون العمى عمى القلب الذي يقع معه الجحود بوحدانية الله.
ثم إن القلب يأتي في القرآن الكريم بمعنى العقل كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ أي عقل, وسمي قلباً لأنه لب, ويسمى العقل لباً كذلك.
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف