هذا الادعاء غير صحيح، فالقرآن الكريم ليس خاصاً بزمان نزوله وإنما هو صالح لكل زمان ومكان، وقد أجاب الإمام علي الهادي على هذا الإشكال من قبل مئات السنين، فقد روى الشيخ الطوسي بسنده عن يعقوب بن السكّيت النحوي قال: سألت أبا الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا : ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلاّ غضاضة؟
قال : «إنّ اللّه تعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كلّ زمان جديد، وعند كلّ قوم غضّ إلى يوم القيامة».
وهذا النص من أجلى النصوص في أن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان، وأنه ليس خاصاً بزمان نزوله كما يروج له بعض العلمانيين الآن، من أجل إبعاد الناس عن القرآن الكريم؛ فالقرآن دستور المسلمين، وهو الأصل الأول للتشريع الإسلامي، وهو جديد في كل زمان، بمعنى أنه صالح لكل زمان، ويمكن تطبيقه على الواقع الخارجي مهما تقادم الزمان وتغير المكان.