سماحة الشيخ عبدالله اليوسف
|
تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف في خطبة الجمعة 5 محرم 1438هـ الموافق 7 أكتوبر 2016م عن حرص الإمام الحسين بن علي على أداء الصلاة حتى في أصعب الأوقات وأحلك الظروف، فقد أدى الصلاة في يوم العاشر من المحرم والأعداء تهجم عليه من كل حدب وصوب، والسهام تنهال على جسده الطاهر، إلا أنه كان لا يبالي بكل ذلك وهو واقف بين يدي لله عز وجل.
وأضاف سماحته قائلاً: أعطى الإمام الحسين بذلك الأمة الإسلامية درساً في وجوب المحافظة على الصلاة، والإتيان بها في الشدة والرخاء، في العلن والسر، في السلم والحرب، في القوة والضعف، فالصلاة هي عمود الدين التي لا تترك بأي حال من الأحوال.
وبيّن سماحته أن للصلاة منزلة عظيمة في الإسلام، فهي أحب الأعمال إلى اللَّه تعالى، وهي من أعظم الطاعات، وأفضل العبادات، وهي عمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها، وإن ردت ردَّ ما سواها، وهي آخر وصايا الأنبياء والأئمة .
وأشار سماحته إلى أن الإمام الحسين وأصحابه قد أحيوا ليلة عاشوراء بالعبادة والصلاة والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن.
وقد أشار المؤرخون والرواة إلى ذلك بقولهم: «وباتَ الحُسَينُ عليه السّلام وأصحابُهُ تِلكَ اللَّيلَةَ ولَهُم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحلِ، ما بَينَ راكِعٍ وساجِدٍ وقائِمٍ وقاعِد ».
وحث الشيخ اليوسف الشباب على المحافظة على إقامة الصلاة، لأنها عمود الدين، فقد ورد عن رسول الله قوله: «الصَّلاةُ عَمودُ دينِكُم » وقال الإمام علي : «اللهَ اللهَ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّها عَمودُ دينِكُم ».
وتابع بالقول: حثَّ القرآن الكريم على ذلك مراراً وتكراراً لبيان أهمية الصلاة، وضرورة المسارعة إلى أدائها في مواقيتها، والالتزام بشرائطها وواجباتها وآدابها، يقول اللَّه تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ ويقول تعالى: ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾. وبالإضافة لإقامة الصلاة الاتيان بها جماعة.
واعتبر سماحته أن من دلائل حب الإمام الحسين وعشقه المحافظة على الصلاة، وعدم الاستخفاف بها، أو التهاون في أدائها عن أوقاتها، فقد عرف عن الإمام الحسين كثرة صلاته وصيامه، ومناجاته لله تعالى، وحبه للصلاة وتلاوة القرآن.
وأثنى سماحة الشيخ عبدالله اليوسف على حماة الصلاة والمآتم الحسينية، ودورهم الإيجابي في المجتمع، داعياً الجميع للتعاون معهم للحفاظ على سلامة المجتمع واستقراره وأمنه من كيد الإرهابيين المجرمين الذين يستهدفون المساجد والحسينيات وغيرها.
واستذكر سماحته تضحيات شهداء الصلاة في مسجد الإمام الحسين بالدمام، والذين ضحوا بأنفسهم وأنقذوا حياة مئات المصلين من العمل الإرهابي الذي وقع العام الماضي.
وأوضح سماحته أن حماة الصلاة يسيرون على نهج أصحاب الإمام الحسين حيث أن عبدالله بن سعيد الحنفي -وهو من أصحاب الإمام- كان أول من لقب ب(شهيد الصلاة ) حيث جعل بدنه درعاً دون الإمام الحسين من سهام العدو إلى أن أتمّ الإمام صلاته جماعة في يوم عاشوراء، وما إن انتهى الإمام من صلاته حتى قضى عبدالله الحنفي نحبه لما أصابه من السهام، حيث وجدوا على جسده الطاهر ثلاثة عشر سهماً غير ضربات السيوف وطعنات الرماح.
وختم سماحته الخطبة بالقول: إن أعظم صور التضحية والإيثار والعطاء هو التضحية بالنفس من أجل إنقاذ الآخرين وإسعادهم، وهذا ما قام به الإمام الحسين وأهله وأصحابه.