سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
|
أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 19جمادى الأولى1438هـ الموافق 17 فبراير 2017م على أهمية السؤال وشرعية التساول حول مختلف القضايا والمسائل الدينية، وأن على الشباب المبادرة وسؤال أهل العلم والاختصاص حتى معرفة الجواب الشافي.
وحذر سماحته من خطورة ترك وجود بعض الشبهات والإشكاليات المثارة عند بعض الشباب دون إجابة وافية مما قد يجرهم إلى ترك الإسلام والدخول في النصرانية أو الإلحاد.
وبيّن سماحته أن السؤال هو مفتاح العلم والمعرفة، فعلى الشباب - كما على غيرهم- عدم الخجل أو التردد في طرح الأسئلة في كل ما يتعلق بمسائل الدين على أهل العلم والاختصاص، وعدم التوقف عند أي شبهة أو إشكالية بل الذهاب للعلماء ومناقشتهم حولها حتى الحصول على الجواب الشافي والمقنع.
وأوضح سماحته أن من أهم مصادر الحصول على العلم والمعرفة الدينية السؤال، إذ نستطيع بالسؤال أن نفتح خزائن العلم، وبه نفتح أقفال القلوب، وبه نكتسب العلوم والمعارف الدينية والدنيوية، وبه نثري ثقافتنا العقلية ومداركنا العلمية والفكرية.
وأشار سماحته إلى أنه يوجد في تراثنا الديني الكثير من الآيات والأحاديث الشريفة التي تحث الناس على السؤال، قد ورد في القرآن الكريم الحث والتحريض على سؤال أهل الذكر في قوله تعالى: ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ وأهل الذكر هم أهل العلم والمعرفة والورع.
وقد حث رسول الله كذلك على السؤال فقال: «العِلمُ خَزائنُ ومَفاتِيحُهُ السُّؤالُ، فَاسألُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فإنّهُ يُؤجَرُ أربَعةٌ: السائلُ، والمُتَكلِّمُ، والمُستَمِعُ، والمُحِبُّ لَهُم ». وعنه قال: «السُّؤالُ نِصفُ العِلمِ ». وقال الإمامُ عليٌّ: «القُلوبُ أقفالٌ مَفاتِحُها السُّؤالُ ». وعنه قال: «سَلْ عَمّا لابُدَّ لكَ مِن عِلمِهِ ولا تُعذَرُ في جَهلِهِ ».
ولفت سماحة الشيخ اليوسف إلى أن الحاجة إلى السؤال والتساؤل حاجة فطرية لحب الإنسان لدينه وقيمه، ولمعرفة المفاهيم والقيم الدينية والأخلاقية، وهي حاجة ضرورية أيضاً لارتباط الإنسان بدينه وما يفرضه عليه من أحكام وتشريعات فردية وعائلية واجتماعية وغيرها.
ولفت سماحته إلى أن مرحلة الشباب هي مرحلة مهمة ففيها يتشكل ويتبلور وعي الإنسان وفكره في جميع الأمور، ومن أهمها: تبلور الوعي الديني؛ فعادة ما يكون عند الشباب اهتمام واسع وقوي لمعرفة القضايا والمسائل الدينية، وفهم القيم الروحية والأخلاقية، واستيعابه المعارف الدينية. ففي حين لا يدرك الطفل أبعاد الدين، ولا فلسفة الأحكام الدينية يكون لدى الشاب القدرة على فهم ذلك واستيعابه نتيجة لارتفاع الفهم والإدراك في مرحلة الشباب ونمو الحس الديني في هذه المرحلة المهمة من حياة الإنسان.
ودعا سماحته من أجل بلورة الوعي الديني بصورة صحيحة عند الشباب إلى قراءة أمهات الكتب الدينية، ومجالسة أهل العلم والرأي، وعمل حلقات علمية لمناقشة القضايا الدينية بصورة عميقة.
وأكد سماحته أنه على العلماء أن يقدموا أجوبة مقنعة عن كل الشبهات والإشكاليات والردود التي توجه ضد الإسلام والدين، كما يجب أن تقدم مفاهيم الدين وتعاليمه إلى الشباب بلغة عصرية بحيث يُقبل عليها، ويتفاعل معها، ويتأثر بها.
وختم سماحته خطبته بدعوة الشباب إلى التوجه للعلماء الربانيين والمتضلعين في العلوم والمعارف الدينية للحصول على الثقافة الدينية بعمق، ومعرفة عقائد وأحكام الإسلام ببصيرة ووعي، ورد الشبهات والإشكاليات التي يثيرها أعداء الدين بأدلة وبراهين علمية.