سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
|
تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف في خطبة الجمعة 28 رمضان 1438هـ الموافق 23يونيو 2017م عن أهمية " الحفاظ على المكتسبات والإنجازات الشخصية وتنميتها " وعدم التفريط فيها، لأن تحقيق أي مكسب أو منجز لم يأت من فراغ، بل نتيجة للعمل الدؤوب، والجد والاجتهاد، والسعي الحثيث لتحقيق ما تمّ تحقيقه وإنجازه.
وأضاف سماحته: من الأمور المهمة في حياة الإنسان هو الحفاظ على المكتسبات والإنجازات التي استطاع أن يحققها في حياته وسيرته العلمية والعملية، فلا يكتفي بتحقيقها إنما عليه السعي في الحفاظ عليها وتنميتها وزيادة فاعليتها، فتحقيق أي مكسب أو منجز شيء والحفاظ عليه وتنميته شيء آخر.
كما نوه سماحته بعدم الاكتفاء بقيام الإنسان بالأعمال الصالحة فقط وإنما عليه أن لا يبطل مفعول تلك الأعمال كما قال تعالى: ﴿ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ وتحبطوها من خلال المن والأذى و الرياء والسمعة والعجب والمفاخرة ولا يغتر بها فهي من الأمور التي تخدش في قبول العمل الصالح والحفاظ عليه.
وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى مجموعة من المكتسبات التي يحققها بعض الناس في حياتهم كالمكتسبات الروحية والمعنوية التي يمكن اكتسابها في المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك لما يتميز به من صوم وعبادة والمداومة على قراءة القرآن الكريم وحضور صلاة الجماعة ومجالس الذكر وإحياء أمر اهل البيت وغيرها من الأعمال التي لا نجدها في غيره من الشهور وما نكتسبه من الطاقة الروحية والمعنوية في أجوائه ونسماته الفضيلة، التي تقوي الحالة الروحية عند الإنسان، وأن لا يكون ما بعد شهر رمضان كما قبله.
وأضاف سماحته أنه مع مرور الزمن يحقق الإنسان بعض الإنجازات والمكتسبات العلمية والمعرفية الذي استطاع تحقيقها من خلال مسيرته الدراسية والأكاديمية العليا التي سعى إليها بجده واجتهاده لنيل النجاح والتميز في العلم والمعرفة، فيجب عليه أن يحافظ على تلك الحصيلة العلمية وألا يفرط فيها.
مشيراً سماحته إلى حديث الرسول «قيدوا العلم»، قيل: يا رسول الله، وما تقييده؟ فقال : «كتابته».
مستشهداً بأساطين العلماء الذين حفظ وخلد لهم التاريخ علومهم وإنجازاتهم كالشيخ المفيد والعلامة الحلي والمحقق الحلي والشيخ الصدوق وغيرهم من كبار العلماء الذين استطاعوا أن يحفظوا علومهم لنا بكتابتها وتدوينها ونشرها.
لافتاً إلى بعض العلماء الذين لم تتح لهم الفرصة والظروف أو الانشغال أن يكتبوا شيئاً فذهب علمهم بذهابهم أدراج الرياح.
وبين سماحته أهمية المحافظة على العلم ونشره في الشريعة الإسلامية كما ورد في الحديث الشريف «زكاة العلم نشره» من باب الاستفادة والمساهمة في نشر العلم والمعرفة بما يعود عليه بالنفع وعلى المجتمع كذلك، وسواء كان هذا العلم في علوم الشريعة أو الطب أو الفيزياء وغيرها من العلوم والمعارف.
وأوضح سماحته أنه من ضمن المكتسبات التي يجب على المرء المحافظة عليها المكتسبات الاقتصادية التي يحققها الإنسان من خلال الأرباح من المال أو التي يحصل عليها من خلال العمل الوظيفي أو التجارة أو الإرث، فهناك من ينميها بالاستثمار لزيادتها والبعض الآخر يهدرها ويفرط فيها فتقل شيئاً فشيئاً حتى تنتهي بالإفلاس.
وتطرق الشيخ اليوسف بحديثه عن المكتسبات الاجتماعية التي يكونها الإنسان بعلاقاته الأخوية مع الزمن حيث أن العلاقاتالعامة يعد فناً من الفنون في كسب الأصدقاء والمعارف من مختلف الأماكن والمحافظة عليها رغم مرور السنوات. مستدلاً بقول الإمام علي : «أعجَزُ النّاسِ مَن عَجَزَ عنِ اكتسابِ الإخوانِ، وأعجَزُ مِنهُ مَن ضَيّعَ مَن ظَفِرَ بهِ مِنهُم» . وقال رسولُ اللَّهِ : «إنَّ اللَّهَ تعالى يُحِبُّ حِفْظَ الوُدِّ القديمِ» فمن الخطأ التفريط بالأصدقاء القدامى أو قطع التواصل معهم.
وختم سماحة الشيخ اليوسف خطبته مشدداً على ضرورة المحافظة على تلك الثروات والإنجازات التي يحققها الإنسان، والحفاظ على المكتسبات التي تعب حتى حققها ونالها لتكون شاهداً له على إنجازاته ومكتسباته وخدمة مجتمعه من خلال نشر واستثمار ما حققه من مكتسبات وإنجازات على مختلف الأصعدة والجوانب.