قال سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 26 جمادى الآخر 1441هـ الموافق 21 فبراير 2020م، أن الزواج الناجح مصدر للسعادة والطمأنينة والراحة والمؤانسة والأنس.

 وأضاف: إن الزواج من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، وعليه أن يشكر الله تعال عل هذه النعمة الكبيرة؛ فالحياة من دون زواج تفقد حلاوتها ونفاستها.

وأشار إلى أن القرن الكريم شبّه الزواج بالسكن في إشارة لطيفة إلى دور الزواج في حياة الإنسان، لأنه بالزواج يشعر الإنسان بالسكينة والاستقرار والراحة النفسية، ويشبع حاجات أساسية عند الرجل والمرأة.

وقال: إن الأنثى من نفس جنس الرجل، ولذلك يشعر بالانجذاب إليها، وليس صحيحاً أن المرأة خلقت من ضلع أعوج؛ بل من نفس الجنس البشري كما نصّ القرن الكريم عل ذلك بقوله تعال: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾ أي من جنسكم وليس من جنس آخر ﴿ لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ لتألفوها وتنجذبوا لها، ولذلك ينجذب الرجل للمرأة وتنجذب المرأة للرجل، ولأن الجن – مثلاً- من جنس  آخر  لا يمكن التزاوج بينهم وبين الأنس؛ وما يقال عن إمكانية ذلك مجرد أوهام وخيالات.

وأشار إل مجموعة من فوائد الزواج وأهدافه النبيلة، والتي منها: توليد السعادة والطمأنينة، إشباع الغريزة الجنسية، إعفاف النفس من الوقوع في الحرام، بناء أسرة متعاونة، حفظ النسل الإنساني من الانقراض، تعزيز الألفة والمحبة والانسجام بين العوائل المتقاربة بسبب الزواج وغيرها من الفوائد الجمّة.

ودعا الشيخ اليوسف الشباب إلى المسارعة بالزواج خصوصاً في هذا العصر؛ لأن وسائل تهييج الشهوات والغرائز أصبح أكثر من الأزمنة السابقة بكثير؛ فإذا كان الزواج ضرورة في كل زمان ومكان، فإنه اليوم أكثر ضرورة وحاجة لتحصين النفس من الوقوع في المحرمات والرذائل.

واعتبر أنه بفعل ثقافة الصورة والصور الفاضحة والأفلام الإباحية التي تصل بسهولة من خلال الهواتف الذكية وغيرها من التقنيات الحديثة، والتي تخترق كل الجدران والحواجب والسدود لها أثر سلبي في الضغط الغرائزي القوي عند المراهقين والشباب.

وبيّن أنه لا سبيل لتصريف الطاقة الجنسية بالحلال إلا من خلال الزواج، وأنه لا يمكن بناء أسرة بصورة صحيحة وشرعية وقانونية إلا من خلال التزويج الذي هو سنة من سنن الرسول الكريم صلى الله عليه و آله الذي قال: «النِّكاحُ سُنَّتِي، فَمَن رَغِبَ عَن سُنَّتي فَلَيسَ مِنّي ».

وأوضح أنه من خلال الزواج أيضاً يمكن إنجاب الذرية الصالحة والطيبة، وأن من سعادة الرجل أن يكون له ذرية يستعين بهم في حياته، قال الإمامُ زينُ العابدينَ عليه السلام: «مِن سَعادَةِ الرّجُلِ أن يَكونَ لَهُ وُلْدٌ يَستَعينُ بِهِم ».