سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
|
قال سماحة الشيخ الدكتورعبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 11 رجب 1441هـ الموافق 6 مارس 2020م أن من أفضل النعم التي أنعم الله بها على الإنسان نعمة الصحة، حيث أنه بهذه النعمة يستطيع أن يقوم بأعماله الدينية والدنيوية بكفاءة عالية، ويستلذ بمتع الحياة، ويستمتع بحياته على خير وجه؛ ولذلك يجب الحفاظ على هذه النعمة، وعدم التفريط بها، لأن من يفرط بصحته يفرط بحياته كلها.
وأضاف: حثت التعاليم الدينية على الحفاظ عل الصحة العامة للأفراد والمجتمع، فقد ورد عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وآله أنه قال: «خَصلَتانِ كثيرٌ مِنَ الناسِ مَفتونٌ فيهِما: الصِّحَّةُ والفَراغُ»، وقال الإمامُ عليٌّ عليه السلام: « الصِّحَّةُ أفضَلُ النِّعَمِ» ، وقال الإمامُ الصّادقُ عليه السلام: «النَّعيمُ في الدنيا الأمنُ وصِحَّةُ الجِسمِ، وتَمامُ النِّعمَةِ في الآخِرَةِ دُخولُ الجَنَّةِ»، وغيرها من النصوص التي تحث الإنسان على المحافظة على صحته، وأنها من أفضل النعم.
وتابع: كما لا يصح للإنسان أن يفرط بصحته لا يصح له كذلك أن يفرط بصحة مجتمعه، لأن الحفاظ على الصحة العامة من أوجب الواجبات عقلاً وشرعاً.
وأوضح أن التوقي من الأمراض المعدية كفيروس كورونا وغيره خير وسيلة للقضاء عليه، وكما تقول الحكمة المعروفة: «درهم وقاية خير من قنطار علاج».
وبيّن أن من أهم وسائل الوقاية من الأمراض المعدية هو الاهتمام بالنظافة العامة، وغسل اليدين بالصابون باستمرار.
واستطرد قائلاً: إن التعاليم الدينية تحث على غسل اليدين قبل الطعام وبعده، وأن ذلك من المستحبات، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: « مَنْ غَسَلَ يَدَهُ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ بُورِكَ لَهُ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ، وَعَاشَ مَا عَاشَ فِي سَعَةٍ، وَعُوفِيَ مِنْ بَلْوَى فِي جَسَدِهِ».
وتابع: من الوسائل الوقائية لمواجهة فيروس كورونا وغيره من الفيروسات المعدية هو عدم مخالطة المصاب أو المشتبه بإصابته للأصحاء، وعدم حضوره للمجالس العامة حتى لا ينقل المرض إليهم حتى يتعافى تماماً ويتأكد من خلوه من المرض، فقد روي عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله أنه قَالَ : «لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ».
وأشار إلى أن الحجر الصحي للأماكن الموبوءة بالأمراض المعدية، وعدم السفر إليها أو الخروج منها من أفضل الطرق الوقائية لمحاصرتها والقضاء عليها، وقد أشار رسول الله إلى ذلك بقوله: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ [يعني: الطاعون] بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه». والمقصود بالطاعون أي مرض معدٍ.
ودعا إلى ترك بعض العادات مؤقتاً وإن كانت جميلة في نفسها للوقاية من فيروس كورونا كعادة التقبيل وحب الخشوم والمعانقة وغيرها من العادات حتى القضاء على هذا الفيروس سريع الانتشار في العالم.
وقال: إن حفظ النفس والمجتمع من المهددات الصحية أهم من التعبير عن المشاعر الجياشة، وأن المحبة محرزة بين الأصدقاء والأحبة، فلا داعي للتقبيل والمعانقة في (زمن كورونا) حتى القضاء نهائياً على هذا الفيروس المدمر للصحة العامة.