سماحة الشيخ عبدالله اليوسف (صورة أرشيفية)
|
قال الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 11 محرم 1443هـ الموافق 20 أغسطس 2021م إن من القيم الدينية المهمة التي حثّ عليها الإسلام هي قيمة تحمل المسؤولية، لأنها من أسباب الحياة الطيبة في الدنيا والنجاة في الآخرة، ولذا يجب أن نتحلى بهذه القيمة العظيمة في حياتنا، وأن تصبح خلقاً وسلوكاً في شخصياتنا كي نحقق النجاح والفلاح.
وأضاف: ولأن الإنسان عاقل ومختار فهو مسؤول عن أقواله وأفعاله، وعن تصرفاته وسلوكياته، وأنه محاسب في يوم القيامة عما فعل وعمل، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَلَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمّا كانُوا يَعْمَلُونَ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤولُونَ﴾.
وأوضح أن تحمل المسؤولية تشمل الأفراد والمجتمعات معاً، فالكل مسؤول ولكن كل واحد بحسب موقعيته ومكانته وقدرته، لما روي عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وآله أنه قال: «إنّي مَسؤولٌ وإنّكُم مسؤولُونَ».
وبيّن أن النصوص والتعاليم الدينية تحث الإنسان على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأنه محاسب إذا قصر أو أهمل ولم يؤدِ واجباته والتزاماته الدينية والعائلية والمهنية والاجتماعية وغيرها من الواجبات والمسؤوليات التي يجب عليه القيام بها بإخلاص وإتقان؛ وذلك كي تسود قيم الخير والصلاح المجتمع، ولا يتم التساهل في أداء الواجبات، أو تضييع الحقوق.
واعتبر أن تطور أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية مرهون بتحمل أفراده المسؤوليات العامة، فالمجتمع الذي يستشعر أفراده حس المسؤولية، ويقومون بأداء واجباتهم ومسؤولياتهم يتقدم ويتطور، وأما المجتمع الذي تعشعش فيه ثقافة اللامسؤولية، وثقافة التبرير وخلق الأعذار فهذا المجتمع محكوم عليه بالفشل والتخلف.
وأكد على أهمية تربية الأولاد على تحمل المسؤولية، حتى يقوموا مستقبلاً بواجباتهم الوظيفية والحياتية والاجتماعية والعائلية وغيرها من مجالات المسؤولية.
وقال: إن أهم درس يجب أن نستفيده من عاشوراء الحسين هو تحمل المسؤولية، فالسيدة زينب عليها السلام تحملت المسؤوليات الكبرى بعد واقعة كربلاء إذ أصبحت هي القائدة للركب الحسيني بعد غياب القائد، وكانت مسؤولية صعبة في وقت عصيب وصعب للغاية.
وشدد على أن المرأة - كالرجل - قادرة على تحمل المسؤوليات الكبرى إذا ما كانت تمتلك المؤهلات المطلوبة لتحمل المسؤولية، فقد تحملت السيدة زينب من المسؤوليات والواجبات ما يعجز عن القيام به أعاظم الرجال.
وختم خطبته بالقول: إن من الأخطاء التربوية توفير كل شيء للأولاد، وعدم تربيتهم على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية، فيكبر الولد ولا يكون قادراً على تحمل أدنى مراتب المسؤولية، وأما إذا تمّ تربية وتدريب الأولاد منذ الصغر على الشعور بالمسؤولية، واعتمادهم على أنفسهم فهذا الأمر يؤدي إلى خلق روح المسؤولية عندهم، ويمنحهم القدرة على تحمل أعظم وأكبر المسؤوليات في الحياة