صدر عن دار الوارث للطباعة والنشر في كربلاء المقدسة كتاب جديد للشيخ الدكتور/عبدالله أحمد اليوسف بعنوان: «الإمام علي بن الحسين زين العابدين ومنار القانتين» الطبعة الأولى 1446هـ - 2024م، ويقع في 184 صفحة من الحجم الكبير بقياس وزيري «17/24سم».

برز الإمام زين العابدين (38-95هـ/659-713م) في فترة إمامته إمامًا للمسلمين، ومرجعًا في الدين، ومبينًا للأحكام الشرعية، ومنارةً في العلم، ومفسرًا للقرآن الحكيم، وحافظًا للحديث النبوي الشريف، ومعلمًا للناس، ومربيًّا للنفوس.

وكان مثلًا أعلى في الإيمان والعبادة والتطوع والزهد والتقوى والورع حتى لُقِّب بسيد الساجدين، وزين العابدين، وإمام المتقين، ومنار القانتين.

وقد تقلَّد الإمام زين العابدين مقاليد الإمامة بعد استشهاد أبيه الإمام الحسين في فترة زمنية عصيبة في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، ومارس دوره الديني والقيادي بوعي وحكمة وأفق واسع مع حساسية المرحلة وصعوبة الواقع.

اهتمَّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) بعد مأساة كربلاء ببناء الإنسان وتربيته تربية دينية وعلمية محكمة من أجل تأهيل صفوة مؤمنة تقود مسيرة الأمة، وتصحح مسارها الخاطئ، وتساهم (فيما بعد) في نشر العلم والمعرفة في الحواضر العلمية الكبرى.

وبالفعل، فقد أولى الإمام التربية والتعليم اهتمامه الكبير سواء بالأدعية أو إلقاء الدروس العلمية في المسجد النبوي أو التركيز على القيم الأخلاقية بهدف بناء شخصية الإنسان المسلم؛ لأنه المحور الرئيس في بناء الأمة وتقدمها ونهوضها الحضاري.

واهتم أيضًا بإصلاح المجتمع والسعي نحو تغييره مستخدماً أدوات القوة الناعمة في التغيير والإصلاح، من قبيل: التربية بالدعاء، وربط الناس بالقرآن الكريم، وتهذيب الأخلاق، وبسط العلم والمعرفة، ونشر الوعي الديني ... وغير ذلك.

تناول المؤلف الشيخ اليوسف في هذا الكتاب في فصله الأول ملامح ومعالم وإضاءات من سيرة الإمام علي بن الحسين الروحية والأخلاقية مفصلًا الحديث عن معالم عبادته، والاهتمام بالدعاء كوسيلة للتربية وتهذيب النفوس، وصور مشرقة من حلمه، وبيان كرمه وجوده وبرّه بالفقراء والمحتاجين، ورأفته ورحمته حتى بأعدائه.

وفي فصله الثاني تطرق المؤلف إلى سعة علوم الإمام، مبينًا في المبحث الأول منه مكانته العلمية، وفي المبحث الثاني آثاره العلمية، وفي المبحث الثالث دوره العلمي.

وفي فصله الثالث منهج الإمام في البناء العقائدي الذي قام به، موضحًا في المبحث الأول منه دوره في بيان العقائد الحقة، وبناء الأصول والمداميك الاعتقادية عند الناس، وتقوية إيمانهم بعقائد الإسلام الصحيحة؛ ومن جهة أخرى هدمه للعقائد الفاسدة، وتفنيده للشبهات والإشكاليات العقائدية والكلامية التي كان يثيرها الملاحدة والزنادقة والمبتدعة وغيرهم من أصحاب المقالات الفاسدة والاعتقادات الباطلة للتأثير على الناس، وحرفهم عن العقائد الصحيحة؛ وفي المبحث الثاني تصدي الإمام للتعصب الديني المذموم.

وختم المؤلف كتابه بذكر مجموعة من قصار حِكَم الإمام القيمة ومواعظه البليغة وجواهره النفيسة.

الجدير بالذكر أن هذا هو الكتاب الخامس الذي يصدر للمؤلف الشيخ عبدالله اليوسف عن الإمام زين العابدين ، فبالإضافة إلى هذا الكتاب صدرت له الكتب الآتية:

1- الإمام السجاد وبناء الإنسان: صدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية، العتبة الحسينية المقدسة، كربلاء، الطبعة الأولى 1439هـ - 2018م، والطبعة الثانية صدر عن دار أطياف للنشر والتوزيع، القطيف، 1440هـ - 2019م. وقد تمَّت ترجمته إلى خمس لغات وهي: اللغة التركية، وصدر في اسطنبول، الطبعة الأولى 2019م. واللغة السواحلية عام 1442هـ - 2021م، واللغة الأوردية، واللغة الهندية، واللغة البنغالية وصدرت في الهند عام 2021م.

2- العناية بالقرآن الكريم عند الإمام علي بن الحسين السجاد : دار دراية، القطيف – السعودية، الطبعة الأولى 1442هـ - 2021م.

3- حياة الإمام علي بن الحسين زين العابدين : دراسة تحليلية للسيرة الأخلاقية والعلمية والسياسية للإمام زين العابدين ، مهرجان تراتيل سجادية التاسع، كربلاء المقدسة، الطبعة الأولى 1445هـ - 2023م (مجلدان).

4- الإمام زين العابدين : الشخصية الأخلاقية الكاملة: مهرجان تراتيل سجادية العاشر، كربلاء المقدسة، الطبعة الأولى 1446هـ - 2024م.