صبر أيوب
أبو علي - الحلة - 09/07/2005م
ياصبر أيوب ما معنى هدا الصبر؟
الإجابة:
امتحن الله عز وجل أيوب بمحن شديدة ،إذ فقد أمواله كلها ، وأولاده كلهم ،وابتلي بمختلف الأمراض بحيث لم يكن قادرا على الحركة من شدة المرض وقد صبر على كل هذه المحن ، وازداد شكره لله تعالى ، حتى أصبح صبر أيوب مضربا للمثل منذ القدم .
. ( وأيوب إذ نادى ربه ) أي : واذكر يا محمد أيوب حين دعا ربه لما امتدت المحنة به ( أني مسني الضر ) أي : نالني الضر ، وأصابني الجهد . ( وأنت أرحم الراحمين ) أي : ولا أحد أرحم منك . وهذا تعريض منه بالدعاء لإزالة ما به من البلاء ، وهو من لطيف الكنايات في طلب الحاجات ، ومثله قول موسى : ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) . ( فاستجبنا له ) أي : أجبنا دعاءه ونداءه ( فكشفنا ما به من ضر ) أي : أزلنا ما به من الأوجاع والأمراض . ( وآتيناه أهله ومثلهم معهم ) قال ابن عباس وأبن مسعود : رد الله سبحانه عليه أهله الذين هلكوا بأعيانهم ، وأعطاه مثلهم معهم ، وكذلك رد الله عليه أمواله ومواشيه بأعيانها ، وأعطاه مثلها معها ، وبه قال الحسن وقتادة ، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام . وقيل : إنه خير أيوب فاختار إحياء أهله في الآخرة ، ومثلهم في الدنيا ، فأوتي على ما اختار ، عن عكرمة ومجاهد . قال وهب : وكان له سبع بنات وثلاثة بنين . وقال أبن يسار : سبعة بنين وسبع بنات . ( رحمة من عندنا ) أي : نعمة منا عليه ( وذكرى للعابدين ) أي : موعظة لهم في الصبر والإنقطاع إلى الله تعالى ، والتوكل عليه ، لأنه لم يكن في عصر أيوب أحد أكرم على الله منه ، فابتلاه بالمحن العظيمة ، فأحسن الصبر عليها . فينبغي لكل عاقل إذا أصابته محنة أن يصبر عليها ، ولا يجزع ، ويعلم أن عاقبة الصبر محمودة .
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف