الرياح للرحمة والريح للعذاب
فريد بوطويل - المغرب - 14/04/2006م
روي عن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم ) أنه قال.(اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً) هل الحديث صحيح أم مشهور أم ماذا؟ مع ذكر جميع المسانيد المتعلقة بهدا الحديث ... أرجوكم ساعدوني في بحثي .
الإجابة:
ورد هذا الحديث في عدد من الكتب الحديثية.. نذكر منها:
1- بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ج57،ص 4 و 17 و19.
2- كنز العمال للمتقي الهندي، ج7، ص75، رقم 18.33.
3- مجمع الزوائد للهيثمي، ج10، ص 135. وقال ( رواه الطبراني وفيه حسين بن قيس الملقب بحنش وهو متروك وبقية رجاله رجال الصحيح). وقال الشيخ الأميني عنه في كتابه (الوضاعون وأحاديثهم): ( كذاب، أحاديثه منكرة جداً، لايكتب حديثه) ص 171.
4- مسند أبي يعلى لأبي يعلى الموصلي، ج4، ص 341.
5- المعجم الكبير للطبراني، ج11،ص 171.
6- الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي، ج2، ص352، رقم 6815.
كما ورد هذا الحديث أيضاً في كتب التفاسير... ومنها:
1- تفسير التبيان للشيخ الطوسي، ج4، ص428.
2- مجمع البيان في تفسير القرآن للشيخ الطبرسي، ج 1، ص 453, وج4، ص273.
3- تفسير الرازي للرازي، ج4، ص 428.
4- تفسير القرطبي للقرطبي، ج2، ص198.
5- تفسير البيضاوي للبيضاوي، ج4، ص339.
6- تفسير البرهان للزركشي، ج4، ص10.
7- الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي، ج1، ص563.
8- الدر المنثور لجلال الدين السيوطي، ج1، ص165.
وبالرغم من أن هذا الحديث لم يرد في الكتب الأربعة لدى الشيعة ولا في الكتب الستة عند السنة ، كما أن في أسانيده نظر وضعف، إلا أن ما يقوي صحته هو تطابقه مع ما ورد في القرآن الكريم، قال العلامة الطبرسي في تفسيره الرائع (مجمع البيان في تفسير القرآن) : قال ابن عباس : الرياح للرحمة . والريح للعذاب . وروي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا هبت ريح قال : ( اللهم اجعلها رياحاً ، ولا تجعلها ريحاً ) . ويقوي هذا الخبر قوله سبحانه : ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ ويشبه أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما قصد بقوله هذا الموضع ، وبقوله : ( ولا تجعلها ريحاً ) قوله سبحانه : ﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ وقد تختص اللفظة في التنزيل بشيء فيكون أمارة له ، فمن ذلك أن عامة ما جاء في القرآن من قوله : ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ مبهم غير مبين . وما كان من لفظ ﴿َمَا أَدْرَاكَ مفسر ، كقوله : ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ، و ﴿ مَا الْقَارِعَةُ ، و ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً . قال أبو علي: وتصريف الرياح على الجمع أولى، لأن كل واحدة من الرياح مثل الأخرى في دلالتها على التوحيد. ومن وحد فإنه أراد الجنس، كما قالوا أهلك الناس الدينار والدرهم. فأما قوله : ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً ، وإن كانت الرياح كلها سخرت له، فالمراد بها الجنس والكثرة ، وإن كانت قد سخرت له ريح بعينها ، كقولك : الرجل، وأنت تريد به العهد . وأما قوله : ﴿ وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ فهي واحدة يدلك عليه قوله : ﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً وفي الحديث : ( نصرت بالصبا ، وأهلكت عاد بالدبور ) فهذا يدل على أنها واحدة (1).
فيتضح من ذلك أن أكثر ما جاء في القرآن الكريم بلفظ الرياح فهو للسقيا والرحمة، وما جاء بصيغة الإفراد (الريح) فهي للعذاب والنقمة.
ـــــــــــ
1- مجمع البيان في تفسير القرأن، للشيخ الطبرسي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ، 1986م، ج1، ص447.
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف