حرمة الاعتداء على اليتامى
غدير محمد سعيد - الامارات - 06/01/2009م
ما جزاء الاعتداء على اليتامى أو ضربهم أو ظلمهم؟
الإجابة:
إن الاعتداء على اليتامى بأي نوع كالضرب أو الإهانة أو أخذ أموالهم بغير حق يعد من المحرمات الأكيدة، بل هو من الكبائر كما ورد عن الإمام الصادق ، فعن آكل أموال اليتامى قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
فأكل أموال اليتامى بغير حق يتحول المأكول إلى نار في بطن الآكل وإن لم يشعر به الآكل، وسيجازى في الآخرة بالإحراق بنار شديدة ﴿ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً.
و اعتبر القرآن الكريم أن من صفات المكذبين بالآخرة والجزاء هو إهانة اليتيم كما في قوله تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ و معنى ( يدع ) يدفع اليتيم بعنف، وبطرده بخشونة، وهذا ما يشكل إهانة نفسية عظيمة لليتيم، وهو أمر محرم، ويعاقب عليه الفاعل.
و ينهى الله سبحانه وتعالى عن قهر اليتيم في قوله تعالى ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ فالقهر الغلبة مع التذليل كما عن الراغب الأصفهاني.
واليتيم بحاجة إلى التعامل معه بلطف وحنان وحسن معاملة للتعويض عن فقده للأب، لذلك روي عن الرسول الأعظم قوله: (( من مسح على رأس يتيم كان له بكل شعرة تمر على يده نور يوم القيامة )) و قال : (( لا يلي أحد منكم يتيماً فيحسن ولايته ووضع يده على رأسه إلا كتب الله له بكل شعرة حسنة، ومحا عنه بكل شعرة سيئة، ورفع له بكل شعرة درجة ))
والإحسان إلى اليتيم، والعطف عليه، ورعايته يؤدي إلى تليين القلب، أما الإساءة إليه، وأكل أمواله، و إهانته فيؤدي إلى قسوة القلب، فقد جاء رجل إلى رسول الله يشكو قسوة قلبه، فقال له: (( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك، وتدرك حاجتك ))
فلنحسن إلى اليتامى، ولنتعامل معهم بلطف ولين، ولنحافظ على مشاعرهم، ولنحذر كل الحذر من الإساءة إليهم، أو احتقارهم، أو الاعتداء على حقوقهم، فإن ذلك من أشد المحرمات والموبقات.
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف