الأنبياء والأئمة: وعلم الغيب
محمد يوسف - القطيف - 30/06/2016م
كيف تقولون أن النبي والأئمة يعلمون الغيب والله تعالى ينفي بوضوح علم نبيه بالغيب في قوله تعالى: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف188، هل بإمكانك أن تجيبني من القرآن؟
الإجابة:
الأنبياء يعرفون من الغيب بمقدار ما علمهم الله تعالى وأوحى إليهم من أنباء الغيب ﴿تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ وكل آية أو رواية يفهم من ظاهرها نفي معرفة الغيب عن الأنبياء -وكذلك الأئمة- فإنما ناظرة إلى نفي الغيب بالذات والاستقلال؛ أما علمهم ببعض الغيب وبمقدار ما شاء وارتضى الله لهم فهو أمر ثابت في القرآن كقوله تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ وقوله: ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ فالاستثناء يثبت علم الأنبياء بحظ من الغيب وبما شاء الله أن يظهره لهم من غيبه، فما عندهم من غيب فهو مستمد من وحي الله وإلهامه لأنبيائه ورسله، وما عند الأئمة فمما علمهم إياه رسول الله ، حيث علّم علياً ، والإمام علي علّم ولديه الحسن والحسين، وكل إمام يعلّم من يأتي بعده، وما ليس عندهم فمما اختص الله تعالى به لنفسه.
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف