نشرت مجلة العصر الكويتية ( وهي مجلة ثقافية- اجتماعية - علمية ) في عددها الثامن والخمسون لشهر جمادى الآخر 1427هـ-يوليو 2006م حوارأ شاملاً عن قضايا المرأة المعاصرة مع سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (حفظه الله)، وإليكم نص الحوار كاملاً:
س1/ قضية المرأة اليوم عالمية .. من أوجدها في رأيك لتأخذ هذا الحيز الكبير من انشغال الرأي العالمي بها ؟
ج1/ قضايا المرأة من القضايا الأكثر إثارة، والأشد تبايناً، والأهم سجالاً، فلا يكاد يتوقف الحديث عن قضية من قضايا المرأة حتى يبدأ السجال في قضية أخرى. وذلك بفعل التغاير الإيديولوجي والحضاري بين المنظور الإسلامي لقضايا المرأة والمنظور الغربي حيث يبدو الاختلاف في هذه المسألة أكثر وضوحاً من أي شيء آخر.
واليوم حيث يمتلك الغرب من الأدوات والوسائل الإعلامية والتقنية ما لا يمتلكه غيره، وحيث لديه من الإمكانات والقدرات المادية ما يجعله قادراً على تحريك قضايا المرأة في مختلف الزوايا والأبعاد؛ فإن الغرب يعمل جاهداً على نشر رؤيته عن المرأة في كل المجتمعات، متجاوزاً الحدود والسدود بفعل القنوات الفضائية المتعددة، والشبكة العنكبوتية وغيرها من الأدوات الهامة.
وبالرغم من أن الحديث عن المرأة لم يتوقف في يوم من الأيام في كل الأمم والشعوب، إلا أن حديث الغرب اليوم عن المرأة وقضاياها وشؤونها لم يسبق له مثيل، وخصوصاً عن المرأة المسلمة حيث يُرَاد فرض الرؤية الغربية على كل نساء العالم تطبيقاً لشعار ( العولمة) المراد فرضها وتعميمها على كل المجتمعات الإنسانية بغض النظر عن التباين في الخصوصيات الثقافية، والرؤية الإيديولوجية ! .
ولذلك كله، يسعى الغرب جاهداً من خلال عقد المؤتمرات العالمية حول المرأة، ومؤتمرات الإسكان، ومؤتمرات التعليم العام، وإبرام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية عن المرأة، وتقديم الدعم المالي والمعنوي للمنتديات والمنظمات والمراكز النسائية، أن يعمم رؤية الغرب عن المرأة على كل الثقافات والحضارات والمجتمعات الأخرى، مستفيداً من تفوقه العلمي والمالي والإعلامي، ومستغلاً كذلك الثغرات والسلبيات التي تعاني منها المرأة في المجتمعات المختلفة .
ولأن المرأة تمثل ركناً مهماً في أي تغيير اجتماعي، فإن الغرب يسعى إلى تحريك المياه الراكدة وغير الراكدة في قضايا المرأة، مستفيداً من بروزه كأقوى قوة حضارية في هذا العصر، كما أنه متفوق في التأثير بفعل قدراته العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والإعلامية، ومع ذلك فإن الغرب أخفق أحياناً ونجح في أحيان أخرى في الوصول إلى أهدافه وغاياته .
مع ذلك يجب أن نؤكد على حقيقة : أن المرأة في مجتمعاتنا تعاني من مشاكل وعقبات وسلبيات يجب علاجها بسرعة حتى لا تنخدع بما يروجه الإعلام الغربي من شعارات أو عناوين جذابة، ولكنها مخالفة للقيم الدينية والأخلاقية.
س2/ كيف يصف الشيخ عبدالله اليوسف المرأة ؟
ج2/ المرأة هي أجمل مخلوق في نظر الرجل، ويكفي أن الرجل لا يستطيع أن يعيش بدونها، وكما قال الإمام علي: ( المرأة شر كلها، وشر ما فيها أنه لابد منها !) أي لا يمكن الاستغناء عنها .
وأصف المرأة كما وصفها أحد الحكماء القدماء بقوله : ( إن الله عندما خلق المرأة أخذ من الأزاهير جمالها، ومن الأمواج ضحكتها، ومن قوس القزح ألوانه، ومن الطيور أغاريدها، ومن النسيم قبلاته، ومن الجمل وداعته، ومن الثعلب مكره، ومن زخاخ المطر تقلبه، ونسجها كلها في مخلوقة أنثى ! ) .
والمرأة تكون قوية بإيمانها، جميلة بعاطفتها، محبوبة بأخلاقها، عطوفة بروحها، مدرسة بتربيتها، منتجة بعقلها، متحضرة بسلوكها، مخلصة بتفانيها، واعية ببصيرتها... هذه هي المرأة الرائعة التي لا يمكننا أن نسعد إلا بها !
س3/ الإسلام كيف ينظر لدور المرأة في المجتمع، وهل لها دور موازي لدور الرجل ؟
ج3/ الإسلام سمح للمرأة القيام بمختلف الأعمال الاجتماعية، وبما يحقق التقدم والتطور الاجتماعي العام، فالمرأة يمكنها المساهمة بدور فاعل ومؤثر في جميع مفاصل الحركة الاجتماعية.
وأهم دور يمكن للمرأة أن تقوم به هو تربية الأجيال، الذي عليه تقوم النهضة الاجتماعية، فالمرأة المؤمنة تقوم بدور رئيس في بناء جيل المستقبل من خلال تربية أولادها وتأهيلهم للمشاركة الاجتماعية.
وتستطيع المرأة أيضاً أن تمارس مختلف الأعمال التي تتناسب وطبيعتها التكوينية والنفسية كالتعليم والتمريض والحضانة وغيرها من الأعمال الضرورية التي تخدم من خلالها مجتمعها وأمتها.
كما يمكن للمرأة في مجتمعنا أن تساهم بدور مهم عبر تنمية الثقافة وتعميمها في البنية الاجتماعية وذلك من خلال التأليف وممارسة الخطابة وتأسيس المنتديات الثقافية النسائية، ونشر الوعي والثقافة بين الفتيات والشبائب .
فالإسلام الذي يحث على العمل ويدعو إليه، و يحض عليه طلباً للثواب والأجر الجزيل يشمل الرجل والمرأة معاً، فالإسلام لم يمنع المرأة من العمل بما يناسب طبيعتها الأنثوية، وكل ما يريده منها أثناء العمل أو غيره هو الالتزام بالحجاب الشرعي والعفة والاحتشام .
وعندما تمارس المرأة دورها الاجتماعي، فإنها بذلك تكمل دور الرجل، ولا يمكن أن يتقدم أي مجتمع إلا بقيام كلاً من الرجل والمرأة بما ينبغي عليهما القيام به من أدوار اجتماعية وثقافية واقتصادية وغيرها .
س4/ يلاحظ تهميش المرأة في أغلب المجتمعات الإسلامية إلى ما يعود ذلك ؟ وهل تهميشها ساهم في تخلفنا ؟
ج4/ تهميش المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية بعود إلى عوامل عديدة، ويأتي في مقدمتها : الفهم الخاطئ لبعض المفاهيم الدينية المرتبطة بقضايا المرأة، مما ساهم في إبعاد المرأة وتحت عناوين دينية عن القيام بأدوارها ومسؤولياتها الاجتماعية والثقافية وحتى الدينية .
كما أن للأعراف والعادات والتقاليد، والتي تكرست بمرور الزمان وتحولت بفعل (العادة الاجتماعية ) إلى ثوابت اجتماعية غير قابلة للنقض والإبرام، أصبحت هذه العادات والأعراف عقبة كأداء أمام مساهمة المرأة في العمل الاجتماعي، وتنشيط الحركة الثقافية في المجتمع المسلم .
ولتقاعس المرأة عن المطالبة بحقوقها المشروعة، وتكاسلها عن القيام بمسؤولياتها وواجباتها، أكبر الأثر في أن تبقى المرأة في مجتمعنا تعيش في الهامش، بلا أي دور حقيقي، أو مساهمة فعالة، أو نشاط يذكر .
وللرجل أيضاً دور مهم في تهميش دور المرأة،إذ أن الرجل في مجتمعنا يريد التفرد بالقرار، ويرغب في إضعاف دور المرأة، وجعلها مجرد تابع له، لا مشاركة في اتخاذ القرار .
هذه العوامل وغيرها ساهمت بشكل فعال في تهميش دور المرأة عن القيام بمسؤولياتها الشرعية، وواجباتها الاجتماعية والثقافية، وهو الأمر الذي عَطَّلَ نصف طاقات المجتمع، فبدون مشاركة المرأة في تحمل المسؤولية، والمشاركة في التنمية الاجتماعية، يكون البناء ناقصاً، والتنمية تعاني من ثغرات وعيوب ونواقص وضعف .
س5/ ما هي حقوق المرأة السياسية في الإسلام ؟
ج5/ الشيء المؤكد والمتفق عليه أن الإسلام أباح للمرأة أن تمارس حقها في العمل السياسي إلا ما خرج بالدليل، ويمكن الإشارة إلى أبرز الحقوق السياسية للمرأة في التالي:
1 ـ حق الترشح والترشيح :
يحق للمرأة كما الرجل أن ترشح نفسها لمجلس الشورى ( البرلمان )، كما يحق لها ترشيح من تراه مناسباً لذلك. ومن خلال مشاركتها في السلطة التشريعية ترشحاً أم ترشيحاً تلعب المرأة دوراً هاماً في المشاركة السياسية، ويكون لصوتها الانتخابي دوراً مؤثراً في تشكيل الخريطة السياسية لأي بلد من البلدان الإسلامية.
2 ـ حق النقد :
للمرأة أن تمارس حقها في النقد السياسي، فتنتقد ما تراه خاطئاً، وتدعو إلى تصحيح ما يجب تصحيحه، ويمكن أن يتم هذا من خلال إدارتها لوسائل الإعلام كالتلفاز والصحف وغيرها . وهذا الحق يستمد شرعيته من مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي هو من واجب الرجال والنساء، يقول تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾؛ فالأمر بالمعروف يعني الجهر بالحق، والحث على الخير، والنهي عن المنكر يعني معارضة كل ماهو مرفوض شرعاً وعقلاً.
وممارسة النقد والمراقبة والمحاسبة ليس فقط من الحقوق السياسية المشروعة للإنسان – باعتبارها جزءاً من حقوق الإنسان العامة- وإنما أيضاً قد تتحول إلى واجب شرعي عندما يكون الخطأ فاحشاً، والانحراف جسيماً، وبالخصوص حينما تتعرض مصالح الأمة للخطر والضياع والفساد.
3ـ حق تولي المناصب الرفيعة :
يرى جماعة من الفقهاء أنه يجوز للمرأة أن تتولى مناصب سياسية رفيعة في الدولة ماعدا الرئاسة والقضاء ـ على رأي المشهور ـ وجواز ذلك على رأي قلة من الفقهاء كالشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي أَلَّفَ كتاباً بعنوان : ( أهلية المرأة لتولي السلطة ) مستدلاً فيه على جواز تولي المرأة رئاسة الدولة، لكن هذا الرأي خلاف المشهور قديماً وحديثاً.
4 ـ حق المشاورة:
حق المشاورة هو امتداد لحق الأمة في انتخاب الرئيس والقائد، فما دامت هي التي تختاره ـ ماعدا المعصومين ـ وهو وكيلها في إدارة شؤون الدولة، فمن حقها عليه أن يشاورها فيما يريد تنفيذه مما يرتبط بشؤونها.
وهذا الحق لا يقتصر على الرجال دون النساء، وإنما هو حق تشارك فيه المرأة كما الرجل، وهو حق سياسي يمارسه كل فرد في المجتمع ذكراً كان أو أنثى.
5- حق التعبير عن الرأي:
حق الرأي والتعبير عنه هو من أبسط حقوق الإنسان العامة، فلكل إنسان حق التكلم بما يشاء، وحق المحاججة بالحق، وحق الاعتراض على كل ماهو خطأ، ولا يجوز للدولة أن تنتقص منه، كما لايجوز للفرد التنازل عنه، إذ أن ضمان حرية الرأي هو ضمان لاستقامة المسيرة السياسية لأي مجتمع إنساني.
وحق الرأي والتعبير عنه مكفول للرجل والمرأة على حد سواء، فلكل إنسان حق التعبير عن آرائه بكل حرية وشجاعة دون خوف أو وجل.
هذه بعض حقوق المرأة السياسية التي أعطاها الإسلام للمرأة، وهي حقوق مهمة ورئيسة، وتتساوى في ذلك مع الرجل، باستثناء توليها للسلطة والقيادة لوجود الدليل على عدم جواز ذلك لها.
س6/ هل تختلف حقوق المرأة باختلاف البيئة والمجتمع ؟
ج6/ لا تختلف حقوق المرأة من مكان إلى آخر، فالحقوق واحدة، ولكن قدرة المرأة على ممارسة حقوقها تختلف باختلاف البيئة والمجتمع، فالمجتمعات المنغلقة تقل فيها قدرة المرأة على ممارسة حقوقها المشروعة، بينما المجتمعات الراشدة تتسع فيها دائرة القدرة على ممارسة الحقوق .
ومن جانب آخر قد تكتسب المرأة حقوقاً دستورية مهمة، وتكون مصانة لها بفعل تدوينها في الدستور أو القانون المعمول به في مجتمعها، بينما تفقدها في مجتمعات أخرى بسبب عدم تدوينها دستورياً أو قانوناً مما يفقد المرأة القدرة على ممارسة حقوقها.
وعليه، فالمرأة عليها المطالبة بتدوين حقوقها المشروعة شرعاً وعقلاً ضمن الدستور أو القانون المعمول به كي يمكن حمايتها من أي تعد أو تجاوز على حقوقها المشروعة.
س7/ هل تعتقد أننا فشلنا في إظهار النموذج الإسلامي للمرأة في عصرنا الحاضر ؟
ج7/ لا يمكن القول بالفشل المطلق في هذا الجانب؛ فالتقارير الإعلامية تشير إلى انتشار ظاهرة الحجاب في العالم العربي والإسلامي، وعودة المرأة المسلمة إلى التدين، واعتزال بعض الفنانات عن الفن الهابط مع الالتزام بالحجاب؛ ولكن يمكن القول بغياب المنافسة المؤثرة بين النموذج الغربي للمرأة والنموذج الإسلامي لها، فالغرب بتفوقه العلمي والإعلامي والتكنولوجي والاقتصادي استطاع أن يقدم رؤيته عن المرأة لكل العالم، في حين أن المسلمين وبسبب التقهقر الحضاري، والتخلف الإعلامي والتكنولوجي، لم يستطيعوا أن يقدموا رؤية الإسلام للمرأة لكل الشعوب والأمم .
وما نقصده بذلك هو غياب التأثير للنموذج الإسلامي للمرأة، في حين أن الغرب نجح في اختراق حتى مجتمعاتنا الإسلامية، فأصبحت المرأة المسلمة تتأثر ـ وبصورة كبيرة للغاية ـ بالثقافة الغربية، والرؤية الغربية لما يريده من شخصية المرأة .
وقد استثمر الغرب كل الأدوات والوسائل الجديدة لإيصال ثقافته عن المرأة ـ كما عن غيرها من القضايا ـ إلى كل امرأة أينما كانت، وحيثما تواجدت، فالقنوات الفضائية، والمجلات المتخصصة عن المرأة، والشبكة العنكبوتية وغيرها، ترسل سيلاً متدفقاً من الأفكار والصور المتحركة لغزو عقول وقلوب نساء العالم .
وهذا ما يفسر لنا سر الفشل في إيصال النموذج الإسلامي للمرأة إلى العالم، بل وحتى إلى داخل مجتمعاتنا الإسلامية نفسها. وذلك لافتقادنا الأدوات والوسائل المؤثرة في عالم اليوم، فأصبحت المرأة المسلمة مستقبلة لما يبثه الغرب – من أفكار وثقافة- وغير مرسلة، متأثرة وغير مؤثرة، مقلدة وغير مبدعة، مستهلكة وغير منتجة ! ومع ذلك فهذا لا يعني أن المرأة المسلمة لم تحقق شيئاً، إذ أنه ومنذ حقبة الثمانينيات من القرن المنصرم وإلى الآن استطاعت المرأة المسلمة أن تتقدم خطوات مهمة نحو الأمام، كما أن الخطاب الإسلامي تطور كثيراً فيما يرتبط بقضايا المرأة سواء في مضمونه ومحتواه أم في أدواته ووسائله؛ ولكنه يبقى دون المستوى المطلوب، بل ودون أدنى مستويات المنافسة بين النموذج الإسلامي للمرأة والنموذج الغربي الأكثر تأثيراً وجذباً للمرأة المعاصرة .
وهذا بدوره يحملنا جميعاً مسؤولية مهمة في تجديد الخطاب الديني بما يتلاءم مع لغة العصر وأدواته، والارتقاء بمسيرة المرأة المسلمة، والاستفادة من التقنيات الحديثة في تقديم النموذج الإسلامي للمرأة إلى مختلف شعوب العالم وأممه .
س8/ علاقة الرجل بالمرأة في الإسلام هل هي علاقة تابع بمتبوع أم علاقة مساواة أم ماذا ؟
ج8/ الأصح أنها علاقة تكاملية، بمعنى أن كلاً من الرجل والمرأة يكمل أحدهما الآخر، وأن جنس الذكر وجنس الأنثى يتكاملان عندما يقوم كل واحد منهما بواجباته، ويؤدي حقوقه التي عليه للطرف الآخر .
والمطلوب هو أن يقوم كل فرد ـ رجلاً كان أو أمراة ـ بوظائفه ومسؤولياته وواجباته، بحسب ما تقتضيه طبيعته وتركيبته النفسية والجسدية والفيزيولوجية .
أما القول بالمساواة بين الرجل والمرأة، فليس صحيحاً على إطلاقه، إذ أن الإسلام ساوى بينهما في أمور، وجعل التفاوت بينهما في أمور أخرى، كمسألة الولاية العامة والقضاء والميراث والقصاص وغيرها. وهذا هو مقتضى العدل والذي يعني ـ فيما يعنيه ـ إعطاء كل ذي حق حقه.
أما رفع شعار ( المساواة بين الرجل والمرأة ) فهو شعار يبدو جميلاً ولكنه يحمل في مضامينه أفكاراً خاطئة، ومخالفة للشريعة الإسلامية؛ بل ولطبيعة التركيبة الفيزيولوجية لكل من الرجل والمرأة، فهناك أعمال شاقة لا تتناسب مع أنوثة المرأة، كما أن هناك أموراً تقوم بها المرأة لا تتناسب مع خشونة الرجل.
ومن جهة أخرى فالإسلام لم يجعل المرأة تابعاً للرجل أو العكس، وإنما لكل شخصٍ شخصيته المستقلة والاعتبارية، فالإسلام أعطى المرأة - كما الرجل- استقلالها في كل الأمور كحقها في التصرف في أموالها، وحقها في التعبير عن آرائها، وغير ذلك من الأبعاد والجوانب.
س9/ بماذا تنصح المرأة في الإسلام هل تطالب بحقوقها أم تنتظر حتى تمنح تلك الحقوق ؟
ج9/ أنصح المرأة بأن تطالب بحقوقها، بل وتمارسها كي تتحول إلى واقع محترم في المجتمع، وبنظر العرف الاجتماعي.
ولن تستطيع المرأة أن تحقق شيئاً من حقوقها بالانتظار، فقد انتظرت قروناً من الزمن ولم يمنح لها أبسط حقوقها !
فالمرأة المسلمة اليوم، مطالبة بأن تمارس حقوقها، وتقوم بواجباتها المشروعة كي تساهم في تقدم المجتمع، وتنمية الثقافة، ونشر العلم، وتحقيق العدل .
س10/ كم من الوقت نحتاج حتى نعالج قضية المرأة الاجتماعية وهل لاحظتم تقدماً فيها ؟
ج10/ من الصعب التنبوء بوقت محدد، ولكن نحن الآن نعيش في عصر متغير وسريع، فكل شيء يتغير بسرعة، وهذا يساعد على أن تحقق المرأة أهدافها الاجتماعية والثقافية بسرعة أكبر من ذي قبل.
ولاشك أن للثورة التكنولوجية، والمتغيرات المعاصرة التي شملت مختلف جوانب الحياة أثرها في زيادة إحداث تغيرات إيجابية وسلبية أيضاً في مسيرة المجتمع.
وعلى المرأة المسلمة أن تستفيد من الفرص الإيجابية المتاحة لها في هذا العصر لتلبية متطلباتها الاجتماعية بما يخدم مسيرة المرأة المسلمة في عصر المتغيرات.
وكل مراقب للأحداث والتغيرات الاجتماعية يلحظ بوضوح التقدم الذي أحرزته المرأة المسلمة سواء في ممارسة بعض حقوقها، أو القيام ببعض مسؤولياتها، ومع ذلك فالطريق طويل أمامها للوصول إلى نهاية الهدف .
س11/ هل لكم إضافة حول قضية المرأة... لكم مطلق الحرية ؟
ج11/ إن المرأة اليوم وفي ظل المتغيرات المتسارعة في كل شيء ليست منفصلة أو بعيدة عما يحدث من حولها، وعما ينتج لها من ثقافة وأفكار ورؤى تهدف إلى صياغة رؤية جديدة للمرأة المعاصرة في ظل عولمة ثقافية يُرَادُ تعميمها عالمياً بغض النظر عن الخصوصيات الثقافية للمجتمعات المختلفة.
وفي ظل هذا الواقع الجديد الذي يُراد تعميمه ـ وخصوصاً للمرأة المسلمة ـ فإن المطلوب من المرأة المسلمة في كل مكان هو الارتقاء لمستوى التحديات الراهنة، واغتنام الفرص الجديدة والمتاحة، مع أهمية فهم واستيعاب ( الثقافة الإسلامية )، والالتزام بثوابتها، ورفض أي منتج ثقافي يتصادم مع ثقافة الإسلام وعقيدته ومبادئه .
وعلى المرأة المسلمة أن تهتم بقضايا الأمة الكبرى، وأن تساهم في بناء المجتمع، وأن لا تنخدع بالإعلام الفاسد والذي يسعى لتحوير أهداف المرأة المسلمة من القضايا الرئيسة إلى القضايا الثانوية، ومن التوجه إلى العمل والإنتاج والإبداع، إلى الاهتمام بالشكل والقشور.