القاهرة: القادة الدينيون ودورهم في مواجهة «الإيدز»
محرر الموقع - « شبكة راصد الإخبارية » - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
تحت عنوان «الأديان في خدمة الإنسان» وللمرة الثانية وتحت سقف واحداجتمع الأسبوع الماضي على صالة فندق بيراميزا في - القاهرة - في الفترة مابين 14- 17 شوال1427هـ/ 6/9نوفمبر2006م نحو مائتين وخمسين قائدًا دينياً من المسلمين والمسيحيين من مختلف الطوائف في الدول العربية.
يأتي الاجتماع في إطار تضافر الجهود من أجل مكافحة وباء - الإيدز - في الوطن العربي الذي يقدمه البرنامج الإقليمي للإيدز في الدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة المشترك لمضاعفة الجهود لحماية المجتمعات من خطر انتشار هذا الوباء الذي أخذ يتغلغل في مجتمعات كانت تظن أنها بعيدة وبمأمن عن هذا المرض بسبب تدينها أو أخلاقها المحافظة، ولم تدرك هذه المجتمعات أنه بدون الوعي المصحوب بالرحمة وبدون التأكيد على كرامة الإنسان وحقوقه لا يوجد مجتمع آمن من وباء هذا المرض.
وقد تم تخصيص نخبة من العلماء والدعاة والأئمة والخطباء والمربين والمعلمين والمرشدين الاجتماعيين والناشطين الحقوقيين لما لهم من تأثير كبير ومباشر على الناس ليتمكنوا من توعية أفراد الأمة حول وباء الإيدز، ومكافحة انتشار هذا الفيروس في الوطن العربي ودعم الأشخاص المصابين أو المتعايشين مع الفيروس وعائلاتهم.
سألت «شبكة راصد» الشيخ عبدالله اليوسف للتعريف بموضوع المؤتمر وأهم فعالياته وتفاعلاته وانعكاس آثاره على المجتمعات فأوضح قائلا: المؤتمر كان مفيداً للغاية، إذ قدمت فيه معلومات مهمة عن الإيدز، وكيفية الحماية منه، وأفضل الطرق في التعامل مع المصابين به. كما أن المؤتمر كان فرصة للتعارف بين العلماء والقادة الدينيين من مختلف البلدان العربية، وأنا شخصياً تعرفت على الكثيرين ممن حضروا المؤتمر، وهي فرصة نادرة لا تتكرر دائماً. كما فيه فائدة تبادل التجارب والخبرات عن مرض الإيدز.
وأعربت الناشطة الاجتماعية والحقوقية الأستاذة عالية آل فريد قائلة: جاء هذا المنتدى كفرصة رائعة للقاء الفكري المستنير لمختلف الشرائع والأديان والطوائف بشتى أنواعها ليعكس الروح الحضارية للعالم العربي والإسلامي، وهو فرصة للالتقاء لمعالجة القضايا الإنسانية المشتركة بخطاب عصري جديد وموحد ينادي به الجميع، وفي الوقت نفسه جاء - كما تم الإعلان عنه - ليطلق عنان التحرر الذهني من الأفكار التقليدية للدعاة والأئمة والمرشدين غير القائمة على الحقائق العلمية أو الصحيح الثابت عن السلف الصالح، والاستنارة في المعرفة والطرح، واستخدام الوسائل الشرعية الحديثة في إيصال الدعوة، وانتهاج أساليب لوم الذات قبل لوم الآخرين والتواصل مع المجتمع، والإحساس بمشاكله وهمومه، وبث رسالة حب ورحمة تجاه الأشخاص المصابين والمتأثرين بالفبروس.
وأضاف الشيخ عادل بوخمسين قائلاً: ضم هذا المنتدى أكثر من 250 عالماً مسلماً ومسيحياً بكل المذاهب والكنائس ومختلف التوجهات الدينية فشكل نموذجاً رائعاً لتضافر الجهود من القادة الدينين لأجل قضية إنسانية تم فيها التجاوز عن كثير من الفروقات الدينية والمذهبية، لينصب جهد الجميع حول بحث السبل الناجحة للوقوف أمام هذا المرض، والتفكير الجاد في كيفية التعامل مع المصابين به حيث يصل عددهم إلى أربعين مليون إنسان في العالم، ومناقشة كل الآثار الجسدية والنفسية والاجتماعية الناتجة عن هذا المرض.
وحول أهمية التوعية والتربية الإيمانية في الحماية من الإصابة بفيروس الإيدز نبه اليوسف: إلى أهمية التربية والثقافة الجنسية مؤكدا على أن العلاقات الجنسية غير الشرعية هي أحد أسباب الإصابة بمرض الإيدز، ولذلك من الضروري أن نوضح للشباب والأولاد خطورة مثل هذه العلاقات، بالإضافة لحرمتها، وعلى الآباء مراقبة أولادهم من دون أن يشعروا بذلك، وتوضيح مسائل الجنس بأسلوب راق، وأدب سام، كما وضحه الإسلام حتى لا يكونوا فريسة سهلة لشبكات الفساد والرذيلة.
وأشار إلى دور التربية الإيمانية في حياة البشر فهي من أهم العوامل التي تعطي حصانة ذاتية للأفراد من السقوط في براثن الرذائل كالجنس التجاري المحرم، أو تعاطي المخدرات وما أشبه من الوسائل التي تؤدي بالفرد للإصابة بفيروس الإيدز. ومن هنا علينا أن نشيع القيم الدينية والأخلاقية في المجتمع، وأن نربي أولادنا على تلك القيم المثلى، وأن نشجع على الزواج المبكر، فهي من أفضل الطرق لحماية أجيالنا من الإصابة بالإيدز.
وحول معوقات نهوض المرأة في الوطن العربي وجهت «راصد» سؤالا لآل فريد حول: ما علاقة ذلك بإ حتمالية تعرض المرأة للإصابة بالفيروس؟ وهل للعنف الأسري، والزواج المبكر، وحرمان المرأة من حقها في العلم والعمل دور في ذلك؟ وما هي إمكانية حماية المرأة والمجتمع من الإصابة بهذا الفيروس؟
فأجابت: من وجهة نظري أرى بأن هناك معوقات خاصة بالإنسان - امرأة ورجل - فالفقر، والمرض، والجهل، والعنف، والحرمان من العمل، والحروب والنزاعات وعدم الاستقرار السياسي كلها معوقات تقف في طريق النهضة والتنمية البشرية، وهناك معوقات عامة وعلى رأسها حرمان الشعوب من حقوقها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وخير دليل ما جرى ويجري أمام مرأى العالم اليوم من جرائم بشعة في الأراضي المحتلة في فلسطين وحمامات الدماء والاستباحة في العراق.
وحول حماية المرأة نفسها وحقها من العلاقة الجنسية الشرعية بينها وبين زوجها المصاب.. فعلى صعيد المرأة يحق لها بل واجب عليها حماية نفسها بالعفة والطهارة والابتعاد عن الحرام، والزوجة بالإخلاص والوفاء لشريك حياتها، وقد منحتها التعاليم السماوية هذا الحق قال تعالى ﴿ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وقال ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ، ويمكن للمرأة أن تتخذ كافة الوسائل الوقائية ومنها استخدام «الواقي الأنثوي» كوسيلة طبية تحد من انتشار هذا المرض، وتجنب النفس الإصابة وقد أجازه غالبية العلماء وأكد عليه الأطباء..
أما عن الحماية فعلى المرأة أن تعي جيداً خطورة هذا المرض، وأن تتحصن بالثقافة الإسلامية والوازع الديني وأن تعي حقوقها الإنسانية التي دعت لها كافة الرسائل السماوية وعلى رأسها حق المواطنة والحماية الصحية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
ويمكن للمجتمع أن يحمي نفسه أيضا من خلال المؤسسات الرسمية والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني والتمسك بحقوق الإنسان، عن طريق التثقيف والتوعية، وإقرار الفحص قبل الزواج لتجنب هذا المرض.
ومن أجل حماية البيئة وحرصا على حياة الأفراد والمجتمعات فقد أكد بوخمسين على أن البيئة الصالحة والواعية تشكل حماية حقيقية لمن تحضنهم وترعاهم حيث أفراد هذه البيئة يتمتعون في الغالب بالصحة الجيدة والسلامة من الأوبئة والأمراض، ولأن مرض الإيدز ينتشر في الغالب في وسط التجمعات المنحلة أخلاقياً حيث يكون انتشاره عبر العلاقة الجنسية المحرمة يأتي هنا دور الأسرة الصالحة في تربية أبنائها في زرع الوازع الديني الذي يبعدهم عن الحرام، ويجنبهم الوقوع في هذا المرض كما أن الوعي الصحي والثقافة الجنسية تساهم في عدم انتشار هذا المرض وتحد من تنقله من المصاب إلى الصحيح سواء بين الزوجين أو بين الأم إلى الجنين وعادة تلجأ هذه الأسرة في حماية أبنائها إلى عدة أمور:
1-اللجوء إلى التربية الإيمانية وزرع وازع الخوف من الله وتجنب المحرمات التي منها فاحشة الزنا الجالبة للعقاب الدنيوي مع عقاب الآخرة.

2- إبعاد الأبناء عن الشلل الفاسدة المتمثلة في أصحاب ا لسوء لكي لا يوقعون أبنائهم في الرذيلة.

3- ملىء الفراغ بالأمور المفيدة والهامة وإبعادهم عن الانشغال باللهو واللذات المحرمة.

4- رفع مستوى الوعي لدى الأبناء لتبيان خطورة هذا المرض القاتل وكيفية تجنبه والابتعاد عنه واستخدام الوسائل التي تمنع انتقال المرض من المصاب إلى غيره.

29/10/1427
اضف هذا الموضوع الى: