ضمن نشاط منتدى سيهات الثقافي، ورغم أجواء الإجازات إلا أن الحضور كان جيداً ومتنوعاً، عاكساً تفاعل الحضور مع نوعية الندوة التي كانت تحت عنوان ( بناء الفرد خطوة نحو بناء الامة ) مساء يوم الاثنين ليلة الثلاثاء2جمادى الأولى1430هـ الموافق27أبر يل2009م
وقد بدأ البرنامج بكلمة راعي المنتدى الأستاذ كمال المزعل الذي رحب بالضيف وأكد على أهمية الموضوع باعتباره منطلقا لبناء أمة عظيمة وقوية.
ثم قدم مدير الندوة الأستاذ هشام علويات ضيف الندوة وأشار إلى بروزه الأكاديمي والحوزوي، إضافة إلى سجله الحافل في مجال العمل ومجال التأليف.
بعدها بدأ الضيف كلمته، حيث استهل سماحة الشيخ عبدالله اليوسف الندوة بآية من الذكر الحكيم قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾[1] وجعل تغيير النفس مدخلاً لبناء الإنسان الصالح ومن ثم بناء الأمة، فالمجتمعات الإنسانية إنما تبنى بجهود مجموع الأفراد المتميزين الذين يسهمون في بناء الحضارة والمستقبل. ونجاح أي فرد إنما يعتبر جزءً من نجاح المجموع كأمة وبالتالي صناعة الحاضر بالأمة، والحضارة إنتاج أمة. مبيناً تكريم الإسلام للإنسان باعتباره هو المخلوق القادر على التغيير والتطوير وصناعة الحضارة لقوله تعالى : ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾[2]
وبناء الفرد عملية دائمة ومستمرة فهذه العملية يجب ألا تتوقف عند سقف معين. فهو -أي الإنسان- بحاجة إلى التطوير والتدريب لاكتساب المعارف والعلوم وتعلم المهارات والخبرات حتى يكون قادراً على العطاء، ويجب أن يحمل الفرد أهدافاً نبيلة لخدمة مجتمعه وأمته، وعدم السعي نحو مكتسباته وذواته الشخصية حتى لا يكون عبئاً على الأمة وبالتالي يكون سبباً في تخلفها. موضحاً المقصود من بناء الشخصية وهو تنمية واكتساب الصفات الجسمية والعقلية والنفسية السوية للفرد المؤهلة له ليقوم بواجباته الشخصية والاجتماعية على أحسن وجه وأفضل صورة بحيث تظهره متميزاً متميزاً عن الآخرين.
بعدها قسم سماحة الشيخ اليوسف البحث إلى خمسة محاور رئيسية:

*دور الفرد في عملية البناء الذاتي
وضح سماحة الشيخ ضرورة تحديد الأهداف أي وضوح الرؤية وامتلاك إرادة البناء الذاتي، فتكون لدى الفرد الإرادة والعزيمة للتغيير، ومعرفة وسائل وأدوات البناء الذاتي والتحلي بالصبر والجد والاجتهاد وكذلك اقتناص الفرص واكتشاف الذات، كذلك وضع برنامج عملي يصنع البناء الذاتي محددا بوقت للوصول إلى الهدف.
* دور المجتمع في عملية بناء الفرد
بالتشجيع والتحفيز الإيجابي لهذا الفرد ورعاية المجتمع للأفراد المتميزين وخلق البيئة الاجتماعية الجالبة والمنتجة للكفاءات وإيجاد مؤسسات اجتماعية لتخريج كوادر في مختلف المجالات التي يحتاجها المجتمع.
* كيف يجب أن نبني الفرد في المجتمع
حيث خصص له عدة نقاط منها: التوازن في كل الأبعاد، الاعتدال في السلوك والمنهج، النظرة الايجابية للأمور، الفاعلية والعطاء الاجتماعي .
* العقبات ( الذاتية ، الاجتماعية ، السياسية )
حيث بدأ بالعقبات الذاتية من قبيل: عدم وجود أهداف واضحة (ضبابية الرؤية) وعدم الشعور بالمسؤولية (اللامبالاة) وضعف الإرادة والعزيمة (الشخصية الضعيفة) وعدم الثقة بالنفس (التحقير الذاتي)، والعقبات الاجتماعية منها .. البيئة الطاردة للكفاءات و اختلال معايير التقدير الاجتماعية للأشخاص و العادات والتقاليد الخاطئة و الثقافة السلبية، والعقبات السياسية مثل: عدم احترام حقوق الإنسان وعدم تكافؤ الفرص.
*نماذج لشخصيات غيرت مجتمعاتها
وضح سماحة الشيخ بعض الشخصيات التي غيرت وأثرت في المجتمع مثل غاندي محرر الهند والسيد عبدالحسين شرف الدين الذي قام بتغيير الواقع الاجتماعي للشيعة اللبنانيين والإمام موسى الصدر وتغيير واقع الشيعة في لبنان بشكل عام وضمن أطر مختلفة.
وفي الختام بدأت المداخلات من قبل الحضور وكذلك بعض التساؤلات والاستفسارات لسماحة الشيخ اليوسف والذي بدأ في الإجابة عليها بكل أريحية وسعة صدر، حيث أضفت الكثير من الأفكار الهادفة في سبيل بناء الفرد من اجل المجتمع ومن ثم بناء الأمة مما أسهم في إضافة مادة جديدة وقيمة للندوة.
[1] - سورة الرعد، الآية:11.
[2] - سورة الإسراء، الآية: 70
ملاحظة: لقراءة الموضوع من منتدى سيهات الثقافي اضغط على الرابط التالي:
http://www.saihatalthagafy.com/main/news.php?action=show&id=26
لمشاهدة التغطية المصورة للندوة اضغط على الرابط التالي
http://www.saihatalthagafy.com/main/albums.php?action=listalbums&id=9