الشيخ اليوسف: الإمام الهادي ( عليه السلام ) عمّق وبلور المفاهيم العقائدية والفكرية الصحيحة
محرر الموقع - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
ألقى سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف كلمة يوم الجمعة 3 رجب 1430هـ الموافق 26 يونيو ( حزيران ) 2009م بمسجد الإمام الهادي ( عليه السلام ) بالحلة في محافظة القطيف تناول فيها أبرز أعمال الإمام علي الهادي ( عليه السلام ) العقائدية والفكرية والعلمية والفقهية.
وقد استهل حديثه عن الإمام الهادي ( عليه السلام ) - وهو الإمام العاشر من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) - بالحديث عن الأدوار البارزة التي قام بها الإمام الهادي ( عليه السلام ) على الصُعُد الفقهية والعَقَدية والفكرية والثقافية وغيرها.
فقد أجاب الإمام الهادي ( عليه السلام ) عن أعقد الأسئلة العلمية والمسائل الفقهية، كما أوضح المسائل العقائدية والفكرية لمدرسة أهل البيت بكل عمق ووضوح.
ثم ركز سماحة الشيخ اليوسف على أبرز أنشطة الإمام الهادي ( عليه السلام) ضمن النقاط التالية:
1 ـ الدور العلمي والفقهي حيث أجاب على أهم الأسئلة العلمية التي كانت توجه إليه كأسئلة يحي بن أكثم وابن السكيت وغيرهم. كما تذكر لنا الكتب الحديثية الكثير من الآراء الفقهية للإمام الهادي ( عليه السلام ).
2 ـ الدور العقائدي والفكري:
وقد أشار الشيخ اليوسف في هذا الدور إلى نقطتين أساسيتين:
أ ـ توضيح الرأي العقائدي الصحيح: حيث ساد في زمانه الكثير من السجالات العقائدية والفكرية كمسألة الجبر والتعويض، ومسألة القضاء والقدر، ومسألة رؤية الله تعالى في الآخرة... إلى غيرها من المسائل العقائدية التي كان الإمام الهادي ( عليه السلام ) يجيب عليها مبيناً رأي مدرسة أهل البيت حولها.
ب ـ فتنة خلق القرآن:
حيث شهد المسلمون في عصر الإمام الهادي ( عليه السلام ) فتنة كبيرة حول مسألة هل أن القرآن الكريم مخلوق أم قديم؟
فالمعتزلة كانوا يرون حدوث خلق القرآن، وتبنى هذا الرأي بعض الخلفاء العباسيين كالمأمون وبعده المعتصم والواثق، وقد كان من يخالف هذا الرأي يتعرض لمحنة شديدة كالسجن وربما القتل.
والأشاعرة كانوا يعتقدون بقدم القرآن، وكان معهم بعض أئمة المذاهب كالإمام أحمد بن حنبل الذي جُلد وضرب لتبني الرأي القائل بأن القرآن مخلوق، حتى جاء المتوكل العباسي وتبنى رأي الأشاعرة وأهل الحديث وهو القول بقدم القرآن، وأخذ يدافع عن مدرسة الأشاعرة.
وكان للإمام الهادي ( عليه السلام ) رأي في هذا الموضوع، وهو تجنب الدخول في هذا الجدال الذي لا مائل من ورائه، والاكتفاء بأن القرآن كلام الله، فقد كتب الإمام الهادي ( عليه السلام ) في جوابه على أسئلة أحد شيعته ببغداد:
(( بسم الله الرحمن الرحيم، عصمنا الله وإياك من الفتنة فإن يفعل فقد أعظم بها نعمة، وإن لا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل والمجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، ويتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله عز وجل وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسماً من عندك فتكون من الضالين، جعلنا وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون ))
3 ـ مواجعة الفروق الضالة:
ابتلى الإمام الهادي ( عليه السلام ) بالفرق الضالة كالغلاة والواقفة وغيرهم، وقد تصدى لهم الإمام محذراً من اتباعهم، أو الأخذ بآرائهم، موضحاً أن هؤلاء ليسوا من الشيعة، وأن الغلاة يسيئون لأهل البيت وأتباعهم.
4 ـ تربية الكوادر والكفاءات العلمية:
ربَّى الإمام الهادي ( عليه السلام ) جيلاً من الكوادر والكفاءات العلمية كان لها دور فيما بعد في نشر مفاهيم الإسلام وأحكامه إلى الناس.
وقد ذكر الشيخ الطوسي 185 تلميذاً ممن تخرجوا على يد الإمام الهادي ( عليه السلام ) في مختلف العلوم والمعارف الإسلامية.
4/7/1430