شارك سماحة الشيخ عبد الله اليوسف بكلمة حول الثقافة والتغيير في فكر الإمام الشيرازي الراحل في البحرين مساء الخميس ليلة الجمعة 11 شوال 1430هـ الموافق 1 أكتوبر 2009م.
حيث تحدث عن التغيير الذي يطال المجتمعات، والذي عادة يبدأ عن طريق تكوين ثورة ثقافية أو مفاهيمية ، والتي بدورها قد تكون سبيلاً لبعث المجتمعات نحو التغيير الاجتماعي.
أضاف اليوسف قائلاً:إن المجتمعات الحية هي المجتمعات التي تعيش دائماً أو غالباً في حراك فكري وثقافي، بما يؤدي إلى المزيد من بناء النضج العقلي والوعي الثقافي للمجتمع. والحراك الفكري والثقافي لا يمكن أن ينمو في أي مجتمع إلا إذا كان وراءه العديد من الحواضن والمحركات المؤثرة.
ومن هؤلاء القادة والرواد الذين حموا راية التغيير الاجتماعي، هو الإمام الشيرازي الذي شَخَّصَ الواقع، وعمل على إحداث تغيير اجتماعي، ورأى أن هذا التغيير لا يمكن أن يحدث إلا بإيجاد نهضة فكرية متكاملة بحيث تكون قادرة على النهوض بالمسلمين، وتغيير الواقع السلبي للمجتمعات المسلمة إلى واقع إيجابي وفاعل.
مؤكداً على جملة من السمات والمعالم التي طبع بها مشروع الإمام الشيرازي الفكري عبر مؤلفاته وإنتاجاته التي اشتمل عليها مشروعه والتي من أهمها: التركيز على القضايا الكبرى للأمة، وبلورة المفاهيم الدينية بلغة جديدة، والاهتمام بمختلف الشرائح الاجتماعية، كما اتسم الإمام الشيرازي بالبعد التقديري و التنبؤي للنظام العالمي.
فقد قدر الإمام الشيرازي الراحل انهيار النظام العالمي في صيغته الرأسمالية بعد أن أثبت فساد هذا النظام من الناحية النظرية مشيراً إلى أنه قد سبق زمانه عبر تنبؤاته في شتى مجالات الحياة.
وكان ختام الحفل قصيدة مختصرة للرادود الملا أحمد الباوي أشار فيها عن مناقب الإمام الراحل وأهل العلم والعلماء ومن ثم رثاء على سيد الشهداء عليه السلام تفاعل معه الحضور بحرارة من خلال الدموع والبكاء .
وقد شارك في الحفل الذي أقامته اللجنة المركزية لإحياء ذكرى الإمام الشيرازي كل من الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية والشيخ عبد المجيد العصفور وذلك في مأتم أبو صيبع الجديد.