في خطبة العيد
الشيخ اليوسف: إن حرق القرآن الكريم إهانة لمشاعر المسلمين في كل مكان
محرر الموقع - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
استنكر سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف عزم االأمريكي القسيس تيري جونز على حرق نسخ من القرآن الكريم، معتبراً أن ذلك يعبر عن استخفاف واستهتار بمشاعر أكثر من مليار مسلم في العالم، وهو ينم عن تطرف مقيت، مما يعني أن التطرف ليس خاصاً بدين معين، وإنما هو ظاهرة موجودة في أتباع كل الأديان والمذاهب والتيارات الفكرية في العالم، داعياً علماء المسيحية في كل أنحاء العالم للوقوف ضد هذا التصرف الأحمق والمشين.
وأضاف سماحته: إن ذلك يأتي ضمن سلسلة من الأعمال والتصرفات المتطرفة ضد الإسلام في الغرب، فبدءاً من الرسوم المسيئة لنبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) التي نشرتها بعض الصحف الأوروبية، ومروراً بالكتب التي تنشر الأكاذيب ضد الإسلام، ولن يكون آخرها عزم إحدى الكنائس الأمريكية على حرق القرآن الكريم.
وما كان هذا ليحصل لولا ضعف المسلمين وتفرقهم، وتشتت كلمتهم، داعياً جميع المسلمين إلى الوحدة والاتحاد، والحفاظ على الرموز والمقدسات الإسلامية، والدفاع عنها بالحكمة والعمل الإيجابي، والابتعاد عن ردود الأفعال العنيفة، لأن ذلك يضر بمصالح المسلمين وسمعة الإسلام.
جاء ذلك في الخطبة الثانية لصلاة عيد الفطر المبارك التي ألقاها سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يوم الجمعة غرة شوال 1431هـ الموافق 10 سبتمبر (ايلول) 2010م في مسجد الرسول الأعظم بالحلة بمحافظة القطيف.
وقد ابتدأ سماحة الشيخ الدكتور عبد الله اليوسف خطبته الأولى بضرورة التحلي بصفة التقوى، فالهدف من الصيام هو إنماء هذه الصفة في الإنسان، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فالهدف من الصيام هو التحلي بالتقوى، التي تمنع الإنسان من الوقوع في الشبهات، وهي أعلى مرتبة من الورع عن المحرمات، والتقوى هي التي تنفع الإنسان في آخرته، يقول تعالى: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وخير زاد للمسير نحو الآخرة التقوى لقوله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ.
وأضاف سماحته: إن علينا أن نجعل من يوم العيد انطلاقة جديدة للمداومة على صلاة الجماعة، والحضور في المساجد للصلاة، والمواظبة على تلاوة القرآن الكريم، وفعل الطاعات، وإتيان الصالحات، والمسابقة في فعل الخيرات.
أما في الخطبة الثانية لصلاة العيد فقد أشار سماحة الشيخ اليوسف إلى أهمية التواصل بين الناس، فالإنسان ينجذب إلى أخيه الإنسان، ولا يمكن لأي واحد منا أن يعيش لوحده، إلا أن يكون مريضاً.
ففلسفة العيد تتجل في بعدها الاجتماعي بالتسامح والتواصل الاجتماعي، وبالتزاور بين الناس، وإذا كانت الزيارة والتزاور بين الناس أمر راجح في نفسه، فإن ذلك يترجح أكثر في يوم العيد.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام) : (( التواصل بين الإخوان في الحضر التزاور، وفي السفر التكاتب )) والتزاور يعني زيارة بعضهم بعضاً... هذا في الحضر، ويتأكد طبعاً في المناسبات كالعيد، أما في السفر فالوسيلة هي التكاتب أي المراسلة بواسطة الكتب وهي الرسائل، لأنها كانت الوسيلة الوحيدة في الماضي، أما الآن فيمكن إضافة الاتصال من خلال الهاتف أو الإيميل أو غيرها من الوسائل الحديثة، فالمهم هو التواصل سواء كان في الحضر أم السفر.
ويوم العيد فرصة مميزة لإزالة الجليد في العلاقات بين الناس الذين قد نشب بينهم خلاف أو اختلاف أو سوء فهم أو خصومة... فزيارة واحدة في يوم العيد ستقضي على جبل من الجليد!
يقول الرسول الأعظم (( صلى الله عليه وآله)): (( الزيارة تنبت المودة ))، وقال الإمام علي ( عليه السلام): (( زوروا في الله ، وجالسوا في الله، وأعطوا في الله، وامنعوا في الله، وزايلوا أعداء الله، وواصلوا أولياء الله )).
إن علينا أن نجعل من يوم العيد فرصة للتلاقي والتزاور، والتحابب والتوادد بين الناس، كما علينا أن نتحلى بالتسامح والعفو والصفح عن بعضنا البعض لقوله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
وفي نهاية الخطبة دعا سماحته الله عز وجل أن يحفظ بلاد المسلمين من كل مكروه، وأن يحفظ مقدسات الإسلام من كل عابث أو حاقد، وأن ينتصر لدينه، ويحفظ كتابه ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .
يذكر أن القس الأمريكي تيري جونز من كنيسة "مركز اليمامة لنجدة العالم" بفلوريدا، كان أعلن العزم على حرق مصاحف على الملأ العام في الذكرى التاسعة لهجمات 11 أيلول (سبتمبر).
2/10/1431
اضف هذا الموضوع الى: